حازت مارغريت بارنكيست (من بوروندي) جائزة "أورورا" الأولى بقيمة مليون دولار أميركي في احتفال أقيم أمس في يريفان نظمته مؤسسة "آيديا" وجمعيّة "100 حياة" بمناسبة الذكرى الأولى بعد المئة للمجازر ضدّ الشعب الأرمني.
وقالت بارنكسيت ردّا على سؤال لـ"
لبنان 24" بأنّها تأمل بأن تسهم هذه الجائزة في إبعاد السياسيين في بلادها عن العنف وحثّهم على ترك السلاح جانبا.
تنتمي بارنكيست الى قبيلة "التوتسي" وأثناء اندلاع الحرب الأهلية في بوروندي عام 1993 أسهمت في حماية لاجئين من "الهوتو" في رعيّة كاثوليكية، ما أثار قبيلتها ضدّها وتعرض بعض من آوتهم للقتل الوحشي أمام أعينها. أسست بارنكسيت جمعية أهلية تعنى بالأيتام في بوروندي دون النظر الى عرقهم، وهي قدمت العون لأكثر من 20 ألف يتيم. وبعد انتهاء الحرب عام 2003 ركزت بارنكيست عملها على الأطفال المصابين بمرض الإيدز في بوروندي ورواندا والكونغو.
منعت السلطة في بوروندي بارنكسيت من العودة الى بلدها منذ قرابة العام بسبب انتقادها للرئيس البوروندي التي دعت أمس الى تحويله الى "المحكمة الجنائية الدولية".
وبعد نيلها الجائزة التي أعلنها الممثل جورج كلوني وقدمها إليها مؤسسا "آيديا" روبن فاردانيان وفارتان غريغوريان، عقدت بارنكسيت مؤتمرا صحافيا، سالها "لبنان 24" في خلاله عن رسالتها الى الدول الأوروبية التي ترفض استقبال النازحين السوريين في حين أن بلدا صغيرا كلبنان يتحمّل وزر مليون ونصف مليون نازح، فقالت: "إننا مواطنون عالميون تجمعنا الإنسانية سواء جئنا من بوروندي أو الكونغو أو من سوريا أو من أي بلد في العالم، حين هربت من بوروندي وجئت الى بروكسيل سألني الشرطي ماذا جئت تفعلين هنا؟ فأجبته: جئت أوزّع السعادة. لقد منحنا الربّ هذه الأرض لنعيش عليها بسعادة وهي تتسع للجميع".
وتخلل الحفل الضخم الذي توالى على تقديمه الكاتب في "الواشنطن بوست" دايفيد إغناتيوس و"السوبرانو" هاسميك بابيان والممثل جورج كلوني تقديم جائزة "النزاهة الصحافية" للصحافية في "النيويورك تايمز" روكميني كاليماتشي التي سلطت الضوء في تحقيقاتها على مآسي النساء الإيزيديات اللواتي تمّ بيعهنّ وتعذيبهنّ من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي.
يذكر بأن جائزة أورورا بنسختها الأولى تخلّد ذكرى الفتاة أورورا مارديغاريان التي نجت من المجازر ضدّ الأرمن إبان حكم السلطنة العثمانية وكانت تبلغ الـ14 من العمر، وبعد أن بيعت في سوق النخاسة هربت الى الولايات المتحدة الأميركية حيث روت الفظائع التي تعرّض لها الشعب الأرمني وهي من رأت عائلتها تقتل أمام عينيها. في أميركا تمت مساعدة أورورا على تأليف كتاب عن مأساة الأرمن بعنوان "أرمينيا المخطوفة" وقد تحوّل بعدها الى فيلم سينمائي مثّلت فيه أورورا شخصيّا.
وكان وزير العمل سجعان قزّي مثّل لبنان في الإحتفال الرسمي الذي أقيم في يريفان بحضور رئيس الدولة سيرج سركيسيان الذي أبدى تقديره الكبير للحضور الرسمي اللبناني الذي كان على مستوى وزير، مشيرا الى أن لبنان هو الدولة العربية الوحيدة التي اعترفت بالإبادة الأرمنية.
(يريفان ـ يارا واكيم)