أعلن وزير الداخلية التركي، سليمان سويلو، الأحد، أن الاعتداء الذي استهدف ملهى ليليا في إسطنبول خلال الاحتفالات بعيد راس السنة، أوقع 39 قتيلا، من بينهم 16 أجنبيا على الأقل، وأن الشرطة لا تزال تبحث عن منفذه.
وأضاف سويلو أنه تم تحديد هويات 21 ضحية، من بينهم 16 أجنبيا و5 أتراك، وقال إن الاعتداء أوقع أيضا 69 جريحا، من بينهم أربعة إصابتهم خطيرة.
وكانت حصيلة سابقة أعلنها حاكم إسطنبول، أفادت عن سقوط 35 قتيلا، لكن دون الإشارة إلى وقوع ضحايا من الأجانب.
وأضاف حاكم إسطنبول شاهين، في مؤتمر صحفي مقتضب في موقع الهجوم، أن "إرهابيا بسلاح بعيد المدى... نفذ هذا الهجوم بوحشية وهمجية، بإطلاق النار على الأبرياء الذي يحتفلون فحسب بالعام الجديد".
وتابع بأن المهاجم أطلق النار على ضابط شرطة ومدني وهو يدخل الملهى الليلي في حي أورتاكوي بإسطنبول، قبل أن يطلق النار داخل المبنى.
وبثت حسابات تركية على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعا التقط بكاميرا مراقبة للحظة الهجوم المسلح على ناد ليلي في إسطنبول كان يقيم احتفالا بمناسبة حلول العام الجديد 2017.
وأظهرت اللقطات شابا يحمل بندقية رشاشة يطلق عيارات عدة على شخص يرتدي زي "بابا نويل" على مدخل النادي، ويصرعه أرضا، قبل أن يدخل من البوابة ويطلق النار على الأشخاص المتواجدين أمامه.
وظهر في المقطع مجموعة من الأشخاص على مدخل النادي يفرون لحظة بدء المهاجم إطلاق النار.
ووصف شاهين الهجوم بالعمل الإرهابي، وأشار إلى أن قوات الأمن لا تزال تبحث عن منفذ الهجوم.
ولاحقا، أمرت السلطات التركية بإخلاء كافة النوادي الليلية؛ خوفا من عمليات أخرى.
وأعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية في بيان لها أن رئاسة الوزراء فرضت على وسائل الإعلام في البلاد حظر نشر أخبار حول الهجوم إلا من المصادر الرسمية.
كما تحدثت أنباء عن أن الهجوم تم بواسطة 3 أشخاص، أحدهم يرتدي زي بابا نويل، وأن عدد القتلى مرجح للارتفاع.
وانتشرت عشرات سيارات الإسعاف وعربات الشرطة خارج الملهى الليلي في حي أورتاكوي بأكبر المدن التركية من حيث عدد السكان. وأشارت التقارير الأولية إلى احتمال وجود مهاجمين، لكن صحفيا لتلفزيون (إن.تي.في) قال في وقت لاحق إن هناك مهاجما واحدا فيما يبدو.
وقالت محطة (سي.إن.إن ترك) التلفزيونية إن المهاجم لا يزال داخل المبنى فيما يبدو، وإن قوات الشرطة الخاصة تستعد لاقتحامه. وقال تلفزيون (إن.تي.في) إن مكان المهاجم غير واضح.
ويقع الملهى الليلي على الجانب الأوروبي لخليج البوسفور الذي يقسم إسطنبول، وغير بعيد عن منطقة كاباتاش التي شهدت هجوما داميا الشهر الماضي أوقع عشرات القتلى والجرحى خلال مباراة بكرة القدم، عبر تفجيرين انتحاريين اعترفت جماعة كردية مسلحة مسؤوليتها عنه.
وقال تلفزيون (إن.تي.في) إن بعض المحتفلين قفزوا في المياه؛ هربا من إطلاق النار، وإن الشرطة أنقذتهم.
إدانات دولية
وفي رد فعل أولي، أدان البيت الأبيض ما وصفه بالاعتداء "المروع"، الذي أودى بحياة 35 شخصا كانوا يحتفلون برأس السنة الجديدة.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي نيد برايس: "إن الولايات تدين الهجوم الإرهابي في إسطنبول"، مضيفا أن "أفعالا كهذه ترتكب ضد أبرياء أتى معظمهم للاحتفال بالعام الجديد تظهر وحشية المهاجمين".
من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر: "سنكون على اتصال وثيق مع المسؤولين الأتراك خلال التحقيقات المتعلقة بالهجوم الإرهابي في إسطنبول".
وأضاف تونر، في بيان صادر عنه، أن بلاده في "حالة تضامن مع تركيا، حليفتها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) ضد الإرهاب".
وأكد أن هذا النوع من الهجمات سيزيد من تصميمهم على العمل مع الحكومة التركية في مكافحة الإرهاب.
بدوره، أدان وزير الخارجية الكندي ستيفان الهجوم الذي وقع في ناد ليلي بإسطنبول.
وأضاف ديون عبر حسابه على تويتر أن بلاده "تعزي ذوي ضحايا الهجوم المروع وتتمنى الشفاء العاجل للجرحى".
(وكالات)