غالباً ما تستخدم الكريمات الواقية من الشمس للحماية من الأشعة فوق البنفسجية ولتجنب ضربات الشمس، لكن لا يبدو، بحسب دراسة حديثة، أن هذه الكريمات فعالة وآمنة، مثلما نعتقد.
وكشفت هذه الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة ليدز البريطانية وأوريغون الأميركية، ونشرت نتائجها في مجلة علوم الكيمياء الضوئية والبيولوجية الضوئية، أن تفاعلات كيميائية يدخل فيها أوكسيد الزنك، وهو أحد مكونات الكريمات الواقية من الشمس، تضعف من فعاليتها بعد ساعتين من الاستخدام، والأسوأ هو أن الكريمات التي تحتوي على أوكسيد الزنك يمكن أن تكون خطرة جداً بالنسبة للصحة.
وبحسب نتائج الدراسة، فإن أوكسيد الزنك يقضي على عامل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية، التي توفرها مكونات أخرى، بعد تعرضه للشمس طيلة ساعتين، وعليه يقول ريتشارد بلاك بورن، أستاذ المواد المستدامة في جامعة ليدز، والباحث الذي قاد الدراسة، إن وضع الكريم الواقي من الشمس في هذا السياق يمكن أن يفاقم الوضع، لأن الناس يعتقدون بأنهم يخضعون لحماية كافية من أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة، ويمكن أن يبقوا لفترة طويلة تحت الشمس.
فعالية معدومة
درس الباحثون خلال تجاربهم كيف يتفاعل هذا المعدن مع مكونات أخرى حين يتعرّض لأشعة الشمس، كما حددوا كمية الأشعة فوق البنفسجية التي يقوم الكريم الواقي من الشمس بامتصاصها، لتحديد عامل الحماية من هذه الأشعة في كل خليط.
ولفتت الدراسة إلى أن الباحثين لاحظوا أن أوكسيد الزنك يؤدي إلى تدهور المواد الأخرى التي تمتص الأشعة فوق البنفسجية، مما يقلص بشكل ملحوظ الحماية التي توفرها الكريمات الواقية من أشعة الشمس، وذلك في ظرف ساعتين فقط، إذ تقلص عامل الحماية من أشعة الشمس فوق البنفسجية بنسبة تتراوح من %84.3 إلى %91.8 في الكريمات المخلوطة بأوكسيد الزنك، بينما الكريمات التي لا تدخل هذه المادة في تركيبتها فبلغت درجة فقدان عامل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية نسبة %15.8، وذلك بعد التعرّض للشمس لمدة ساعتين.
وأثبتت الدراسة أن أوكسيد الزنك أدى إلى تقليص فعالية الكريم الواقي من أشعة الشمس، كما رفع أيضاً درجة سمية التركيبة. ويقول البروفيسور جيمس هوتشيسون من جامعة أوريغون إن المشكلة ليست في قلة الحماية الفعالة من الأشعة فوق البنفسجية، وإنما لأن المنتج نفسه يسبّب ضرراً خلال استخدامه في الشمس.
ودعا الباحثون في ختام الدراسة إلى ابتكار تركيبات جديدة للكريمات الواقية من الشمس تأخذ في عين الاعتبار إمكانية التحلل الضوئي لأوكسيد الزنك في التركيبة أو خلال تفاعل المنتح على البشرة.