Advertisement

لبنان

باسيل يريد "تصفية" جميع معارضيه داخل "البيت الأورونجي" الداخلي

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
26-04-2024 | 02:00
A-
A+
Doc-P-1192109-638497187811968523.jpeg
Doc-P-1192109-638497187811968523.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
قد لا يعني الشيء الكثير لعدد كبير من اللبنانيين ما يحصل داخل "البيت البرتقالي". فإذا فصل رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل نائب رئيس مجلس النواب الياس أبو صعب من صفوفه فلن تضطرب قلوب هؤلاء اللبنانيين، الذين تكفيهم مشاكلهم اليومية، وبالتالي فهم غير مهتمّين بشأن حزبي يعود إلى خلافات بين رئيس ومرؤوس. وهذا الخلاف الذي سيؤدي إلى الطرد أو الفصل ليس الأول ولن يكون الأخير. وقد سبقته حالات مشابهة كثيرة، ومن بينها ما هو قديم وآخر جديد. وإذا أردنا أن ندخل في الأسماء، بدءًا بنعيم عون ابن شقيق الرئيس السابق ميشال عون، فاللائحة تطول. ولا يستغرب أحد أن يطال "التطهير" أسماء كثيرة تشبه مواقفها مواقف زياد أسود وحكمت ديب وماريو عون ونبيل نقولا وزياد عبسي ورمزي كنج وغيرهم كثيرين. وقد يصبح عدد الذين خارج "التيار" أكثر بكثير ممن هم في الداخل.
Advertisement
ويقول بعض هؤلاء "المغضوب عليهم" أنه ما دام جبران بهذه العقلية فلن يبقى أحد في الدار. ولولا ولاء الكثيرين للرئيس عون شخصيًا لما بقوا دقيقة واحدة في "التيار"، وهم الذين قامت "الحال العونية" على أكتافهم. ويضيفون أن باسيل لم يكن ليقدم على أي خطوة "تطهيرية" لو لم يكن يحظى بدعم مطلق من "الجنرال"، وهو اللقب الأحب على قلب الرئيس عون. وهذا القول يذكرّ كثيرين كيف تدّخل "الجنرال" شخصيًا في أول عملية انتخابية لرئاسة "التيار"، ووقف إلى جانب صهره ضد ابن شقيقته النائب الان عون، الذي لم ينسَ، ولن ينسى، هذا الموقف الذي اتخذه خاله يومها، وهو الذي كان من المفترض به أن يكون حكمًا نزيهًا وعلى مسافة واحدة من جميع المرشحين. وقد انسحب هذا الانحياز على رئاسته للجمهورية فكان "بي العونيين" فقط، وليس بي الكل". وهذا ما بدا واضحًا وجليًا في آخر يوم له في القصر الجمهوري حين رسم بيديه شعار "التيار"، وهو يودّع مناصريه.
فالخلاف بين باسيل وأبو صعب ليس جديدًا، وهو يعود إلى يوم كان الأخير مسؤولًا عن إذاعة "صوت المدى"، وتدّرج هذا الخلاف إلى حدّ وصفه من قِبل أحد الموالين لباسيل بأنه "تعمشق" بـ "التيار" حتى يصل إلى غاياته السياسية، وحتى يحقّق طموحاته، التي لم يستطع أن يحقّقها يوم كان قريبًا من أحد الأحزاب السياسية، الذي له الباع الطويلة في بلدته ضهور الشوير. ولولا رافعة "التيار" لبقي رئيسًا لبلديتها، ولما استطاع أن "يعمل نائبًا"، ولم يكن ليحظى بلقب "دولة الرئيس".
أمّا المقربون من أبو صعب فيقولون العكس تمامًا، ومفاد كلامهم أن "التيار" في المتن لم يكن ليشتدّ ساعده لو لم يكن لرئيس بلدية ضهور الشوير السابق هذا التأييد الواسع، وهو الذي شكّل رافعة لـ "التيار" وليس العكس. والدليل أن باسيل اضطرّ لأن يقف على خاطره في الانتخابات الأخيرة عندما فكرّ أبو صعب بالترشح منفردًا عن المقعد الأرثوذكسي في المتن الشمالي. ولكن حسابات حقل الانتخابات لم ينطبق على حسابات بيدر المصالح المتضاربة.    
فهذا القرار محرج لكثيرين من زملاء ابو صعب داخل "التكتل" وفي "التيار". فهناك من يتعاطف معه من دون أن يعني ذلك أنهم يناصبون باسيل العداء، أقّله في العلن، وإن كانوا يختلفون معه في أكثر من رأي وفي طريقة إدارته للملف الداخلي، وحتى في مقاربته للقضايا السياسية. ويعتقد هؤلاء أن ما يتعرّض له أبوصعب اليوم قد يتعرّض له غدًا أي نائب أو أي قيادي ينتمي إلى الحال العونية، حتى ولو كان "رأسه يدق بالسقف".
فحديث باسيل عن أيدي الغدر وعديمي الوفاء حمّال أوجه عديدة، وهو موجّه إلى جميع الذين تسّول لهم نفوسهم معارضته في الشؤون الكبيرة والصغيرة، متكلًا بذلك على "كارت بلانش" من الرئيس عون. وهو قد أصبح، كما يصفه الخصوم والحلفاء، "ديكتاتور" عصره. وبهذه الطريقة، يعتقد أنه قادر على إدارة تياره من دون "وجعة رأس".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

اندريه قصاص Andre Kassas