Advertisement

خاص

هل تستطيع طهران وواشنطن انهاء الحرب في غزة؟.. تقرير لـ"Foreign Affairs" يُجيب

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
29-03-2024 | 03:30
A-
A+
Doc-P-1180624-638473010300695394.jpeg
Doc-P-1180624-638473010300695394.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ذكرت مجلة "Foreign Affairs" الأميركية أنه "كما لوحظ على نطاق واسع، فقد فوجئ مسؤولو الأمن الإسرائيليون تماماً بالهجوم الصادم الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول. لكن الإسرائيليين لم يكونوا الوحيدين غير المستعدين، فكذلك كان حال حلفاء حماس، بما في ذلك راعيتها الرئيسية إيران. وكما أوضحت إيران وغيرها من أعضاء ما يسمى بمحور المقاومة، فقد فشلت حماس في الحصول على الموافقة على خططها أو منحهم إشعاراً مسبقاً بها. لكن المسؤولين الإيرانيين قرروا أنهم لا يستطيعون السماح لحماس أن تتخبط بمفردها، وخاصة بعد أن بدأت الحملة العسكرية الإسرائيلية المدمرة في قطاع غزة في إثارة الغضب في كل أنحاء الشرق الأوسط. ومع ذلك، كانوا حذرين من إثارة حرب أوسع نطاقا. وفي جوهر الأمر، فإن حماس، من خلال عملها دون تنسيق مع داعمتها الرئيسية، عجلت بحدوث أزمة خطيرة".
Advertisement
وبحسب المجلة، "بعد خمسة أشهر من الحرب في غزة، تواجه الولايات المتحدة مشكلة مماثلة. فباعتبارها الراعي والحليف الرئيسي لإسرائيل، دعمت أميركا إسرائيل بقوة في تصميمها على استئصال حماس من غزة. ومع ذلك، فقد ظلت الحكومة الإسرائيلية تتحدى باستمرار مطالب الولايات المتحدة بالتصرف بضبط النفس، مما تسبب في كارثة إنسانية أودت بحياة أكثر من 30 ألف فلسطيني. والآن، يهدد القادة الإسرائيليون بالمضي قدماً في هجوم كبير على رفح، حتى مع إعلان إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مراراً وتكراراً أنها تعارض مثل هذه الخطوة. وفي عدم رغبتها في الاستجابة لنصيحة واشنطن، تخاطر إسرائيل بتقويض موقف الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وقد ينتهي الأمر حتى بجر أميركا إلى صراع عسكري أوسع في المنطقة".
وتابعت المجلة، "رغم أنهما يختلفان في طبيعتهما، إلا أن كلتا الحالتين توضحان ما يمكن أن نطلق عليه "معضلة الراعي". على مدار عقود من الزمن، سعت القوى العالمية والإقليمية الكبرى، بدءًا من الولايات المتحدة وروسيا إلى إيران والمملكة العربية السعودية، إلى إيجاد حلفاء وعملاء محليين لتوسيع نفوذها وإظهار قوتها في الشرق الأوسط. من الناحية النظرية، تساعد مثل هذه العلاقات بين الراعي والعميل على توفير حاجز بين القوى الكبرى، مما يوفر إمكانية إنكار معقولة للعمليات التي يمكن أن تتصاعد. ولكن عند تسليح ودعم هؤلاء التابعين الإقليميين، يتعين على الرعاة أيضًا منحهم مساحة كبيرة لمتابعة سياساتهم الخاصة. وفي ظل صراع مسلح بحجم الحرب الحالية في غزة، فإن غياب السيطرة المباشرة يمكن أن يؤدي إلى حوادث تضر بمصالح الرعاة أو حتى تهدد بجرهم إلى مواجهة مباشرة مع منافسيهم".
وبحسب المجلة، "لعل علاقة الراعي الأكثر تعقيدا في الشرق الأوسط اليوم هي تلك التي بين إيران وحلفائها المحليين المختلفين. بالنسبة لإيران فإن دعم مجموعة من الجماعات الإقليمية مثل حزب الله وحماس يشكل ما تسميه "استراتيجية الدفاع الأمامية". والهدف هو السماح لإيران بالرد عسكريا على جبهات متعددة على أي هجوم أو تهديد ضدها دون إشراك القوات الإيرانية بالضرورة. على سبيل المثال، كان إدراك الحكومة الإسرائيلية لحقيقة مفادها أن ترسانة حزب الله الضخمة من الصواريخ قادرة على الوصول إلى أهداف في مختلف أنحاء إسرائيل سبباً في تزويد إيران ببوليصة تأمين مهمة. لكن نجاح هذه الاستراتيجية لا يزال يتطلب من إيران أن تقرر متى وأين تنشط عملائها".
وتابعت المجلة، "من بين مجموعات المحور، يعتبر حزب الله قريباً بشكل خاص من إيران: فتماماً كما تحتاج إيران إلى الجماعة كوسيلة دفاع أمامية على الحدود الإسرائيلية، يحتاج حزب الله أيضاً إلى التمويل الإيراني والدعم العسكري لضمان هيمنته في لبنان. ونتيجة لذلك، فمن غير المرجح أن ينفذ حزب الله هجوماً واسع النطاق على إسرائيل دون موافقة إيرانية. لكن من المشكوك فيه أن يعلن حزب الله ولاءه المطلق لطهران إذا منعته الأخيرة من العمل كما يراه مناسبا داخل البيئة اللبنانية، سواء كحزب سياسي يشارك في المجلس النيابي والحكومة أو كقوة عسكرية".
وأضافت المجلة، "لدى الحوثيين علاقة أكثر مرونة مع رعاتهم الإيرانيين. باعتبارهم منبوذين سياسيين لسنوات عديدة في اليمن، فقد تطلعوا منذ فترة طويلة إلى إيران للحصول على الدعم. ومع ذلك، في أكثر من مناسبة، تجاهل الحوثيون بشكل قاطع التوجيه الاستراتيجي الإيراني. أما في ما يتعلق بحماس، فبالنسبة لطهران، فإن إضافة الحركة إلى المحور يعني أنها تستطيع الآن ممارسة الضغط على إسرائيل من اتجاهين وحتى إجبار إسرائيل من الناحية النظرية على خوض حرب على جبهتين، أي لبنان وغزة. ومع ذلك، كان الفهم الضمني هو أن حماس ستستمر في مواجهة إسرائيل بالطريقة المحدودة نسبيًا التي اتبعتها خلال الحروب المختلفة التي شنتها في غزة منذ سيطرة الحركة على القطاع في عام 2007. ووضع هجوم حماس في السابع من تشرين الأول إيران وحزب الله في موقف حساس: فكل منهما ناضل من أجل إظهار الدعم لحماس والفلسطينيين في حين ينأى بنفسه عن تصرفات حماس ويتجنب التصعيد".
وبحسب المجلة، "إيران ليست القوة الوحيدة التي يجب أن تتعامل مع حلفائها المحليين الجامحين. ويتعين على الولايات المتحدة أن تفعل ذلك أيضاً، بعد أن وجدت أن القيادة الإسرائيلية الحالية هي الشريك الأكثر عناداً. ووصلت هذه العلاقة المتوترة إلى ذروتها بسبب التهديد الإسرائيلي بالهجوم على رفح. ويثير هذا التمزق غير المعتاد التساؤل حول ما الذي قد يتطلبه الأمر بالنسبة للولايات المتحدة لاستخدام نفوذها الحقيقي على إسرائيل. قد تكمن الإجابة جزئيًا في مدى تأثير الدعم الأميركي لإسرائيل في غزة على فرص بايدن الانتخابية في تشرين الثاني. ولكن باستثناء هذه الخطوة، فإن عجز الولايات المتحدة والدول الأوروبية عن كبح جماح إسرائيل كان له بالفعل تأثير ملموس على مكانتها العالمية".
وختمت المجلة، "ربما تكون إحدى أكبر المفارقات في الحرب الحالية هي أن الولايات المتحدة وإيران لديهما قواسم مشتركة أكثر مما قد يدركان، وكلاهما سيستفيد من وقف إطلاق النار الذي ينهي خطر نشوب حرب إقليمية. ويمكن القول إن كلاهما سيكونان قادرين على الحصول على بعض الفضل وراء الكواليس لدعم وقف إطلاق النار هذا والتأكد من صموده. وبطبيعة الحال، ليس من المؤكد على الإطلاق متى أو حتى ما إذا كان الرعاة سيتمكنون من وقف هذه الحرب. ولكن على عكس القوى الخارجية الأخرى، فهي على الأقل تمتلك الأدوات اللازمة للقيام بذلك. وإذا لم يستخدموها قريباً، فقد يجدون أن الحرب في غزة ليست سوى مقدمة لحريق أكثر خطورة".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban