Advertisement

عربي-دولي

خفايا عملية رفح.. تقريرٌ يكشف تفاصيلها وتأثيرها على "دولة عربية"

Lebanon 24
27-04-2024 | 16:00
A-
A+
Doc-P-1192666-638498204231040283.jpg
Doc-P-1192666-638498204231040283.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
"تلقت حماس ضربة في الشمال والوسط، وقريبا ستتلقى ضربة في رفح".... هذا ما قاله إيتزيك كوهين، أحد قادة قطاعات الجيش الإسرائيلي في غزة لهيئة البث العامة الإسرائيلية قبل أيام قليلة.

كلمات كوهين تحمل تصميماً إسرائيلياً، تكرر بأشكال عدة، على اجتياح المعقل الأخير لحماس في قطاع غزة المتمثل بمدينة رفح الحدودية.
Advertisement

فعلياً، فإن رفح هي المحطة الأخيرة لأكثر من مليون نازح فلسطيني، ظلوا يتنقلون من "منطقة آمنة" لأخرى في القطاع، والآن يستعدون لنزوح جديد في أعقاب الحديث عن عملية عسكرية إسرائيلية وشيكة في رفح.

زياد، مواطن فلسطيني من حي الشجاعية شمالي غزة، نزح مع عائلته قبل شهور، وقد انتقل من الشجاعية إلى دير البلح، ومن دير البلح غادر إلى خان يونس في الشمال ثم إلى رفح، وهو الآن بصدد العودة مُجدداً إلى خان يونس.
يقول زياد في تصريح له إن "الخيمة التي يسكنها باتت بالية من كثرة ما تم نصبها في أماكن عدة"، ويقول: "مع ذلك، فإننا لا نملك من الأموال ما يكفي للنزوح من جديد".

تتشابه قصة نزوح زياد مع "طلعت المشتهى" المواطن الفلسطيني القادم من مدينة غزة شمالي القطاع، إذ اتفق معه حول صعوبة الانتقال لمكان آخر، بعدما ظنوا أن رفح ستكون مأواهم الأخير، ويقول: "أنا الناجي الوحيد من عائلتي، لا أملك سوى أن أطيع الأوامر، إن قالوا لي تحرك من هذا المكان إلى آخر، سأمتثل".

يمثل المدنيون أكبر عائق أمام إسرائيل في خططها لاجتياح رفح، كما يرى د. هـ.أ هيلير، زميل مشارك أول في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولية، ويقول عبر "BBC": "لا يمكن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن ينتصر في رفح، فعدد المدنيين في هذه المنطقة سيحول أي عملية عسكرية إلى مجزرة.. هذه حقيقة مؤكدة".

وبحسب تقارير إسرائيلية، تخطط إسرائيل لإخلاء المدنيين في رفح على مراحل، كما سيتم إخطار السكان المحليين بتحركات الجيش الإسرائيلي مسبقاً إذا ما قررت إسرائيل البدء في العملية العسكرية في رفح التي تعارضها علنا حتى الآن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومصر والكثير من دول العالم.

وأظهرت صور بالأقمار الصناعية، تحققت منها "بي بي سي"، صفوفاً من الخيام التي يعتقد أنها نصبت في موقع بغرب خان يونس وآخر بالقرب من مدينة رفح تم بناؤهما حديثا خلال الشهر الجاري، استعدادا لاستقبال النازحين من رفح إذا ما بدأت العملية البرية.

وتحذر الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الإغاثية من "وضع كارثي" سيلحق بمئات الآلاف من الفلسطينيين في رفح إذا ما تم اجتياح المدينة.

مصر "الخاسر الأكبر"

إلى ذلك، يعتبر هيلير إن "العملية العسكرية ستؤثر بشكل رئيس على علاقة إسرائيل بمصر التي تربطها بها معاهدة سلام امتدت لـ40 عاماً".

ويخشى المسؤولون المصريون من أن أي عملية عسكرية في رفح ستدفع بمئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين المتواجدين الآن على حدودها، للدخول للأراضي المصرية.

وتحاصر إسرائيل قطاع غزة من كل الجهات عدا الحدود الجنوبية الممتدة على مسافة 14 كيلومتر مع شبه جزيرة سيناء المصرية.

بدورها، ترفض مصر بشكل قاطع أي تهجير، سواء طوعي أو قسري، لفلسطيني القطاع، في حين شددت القاهرة من إجراءاتها على طول الحدود المصرية مع القطاع، فأقامت جدراناً أسمنتية وأسلاكا شائكة منعا لدخول نازحين فلسطينيين.

ويرى محمد أبو الفضل، مدير تحرير صحيفة الأهرام القومية المصرية، أن مصر ستكون أكثر الدول تأثرا في حال حدوث عملية عسكرية في رفح، ويضيف: "من المستحيل أن تقبل مصر بعملية عسكرية في رفح، فهي ستقوض أمنها القومي بشكل مباشر، لذا تحاول القاهرة بشتى الطرق التصدي لهذه الخطوة".

ويكرر المسؤولون المصريون رفضهم القاطع لأي عملية عسكرية في رفح، ويؤكدون أن اهتمامهم الحالي منصب على التوصل لوقف إطلاق النار.

وفي سبيل إقناع إسرائيل بالتخلي عن عملية رفح، قال مصدران مصريان لـ"BBC" إن مصر قدمت طرحاً جديداً لهدنة تتضمن وقفاً لإطلاق النار وتبادلا للرهائن سيتم مناقشته خلال اجتماع أمني في إسرائيل.

"محور فيلادلفيا" الأزمة المتجددة
بخلاف أزمة نزوح المدنيين، تمثل السيطرة على محور فيلادلفيا، أو ما يعرف بمحور صلاح الدين، أزمة تتجدد مع كل حديث عن عملية عسكرية إسرائيلية في رفح.

وفي السياق، يقول أبو الفضل: "الدفع بأسلحة ثقيلة، واحتلال دائم لمحور فيلادلفيا من قبل القوات الإسرائيلية يمس الأمن القومي المصري بشكل مباشر".

وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نيته السيطرة على محور فيلادلفيا خلال مؤتمر صحفي قبل عدة أشهر، لوقف تهريب الأسلحة عبره لداخل غزة، كما ترى إسرائيل.

وتنفي مصر بشكل قاطع تلك الادعاءات وتصفها بـ "الأكاذيب لمحاولة خلق شرعية لاحتلال ممر فيلادلفيا بالمخالفة للاتفاقيات والبرتوكولات الأمنية الموقعة مع مصر" بحسب نص بيان صدر عن الهيئة العامة للاستعلامات في مصر.

و "محور فيلادلفيا" هو شريط حدودي بطول 14 كم يمتد على طول الحدود المصرية مع قطاع غزة من البحر المتوسط شمالا حتى معبر كرم أبو سالم جنوبا.

كذلك، فإن هذا المحور هو منطقة عازلة، وتنص اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية لعام 1979 على نشاط محدود للمدفعية والدبابات بها، لذا يعتبر بعض المسؤولين المصريين احتلال قوات الجيش الإسرائيلي لهذه المنطقة "خرقا لبنود الاتفاقية". (BBC)
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك