في أوّل ظهور رسمي له أمام الكونغرس بصفته وزيراً للخارجية، دعا مايك بومبيو إلى إعادة النظر بالمساعدة العسكرية الأميركية للبنان بعد المكاسب التي حققها "حزب الله" في الانتخابات.
وفي التفاصيل أنّ بومبيو شَهِدَ أمام لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأربعاء قائلاً: "نحتاج إلى مراجعة لنتأكد من أننا نستخدم أموال دافعي الضرائب الأميركيين بشكل صائب في دعم المجموعات التي يرجح أنها قادرة على تنفيذ غايتنا هناك"، وذلك في الوقت الذي خاضت فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقاشاً حامياً بشأن لبنان.
وخلال جلسة استماع تمت خلالها مراجعة مكاسب "حزب الله" الانتخابية الأسبوع الفائت، قالت رئيسة اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الكونغرس، إليانا روس ليتينن: "لطالما كنت أشعر بالقلق من التقارير التي تتحدّث عن وجود تعاون بين الجيش اللبناني و"حزب الله"، متأملةً أن تعتمد إدارة ترامب مقاربة متبصرة إزاء الجيش اللبناني وأن تعيد تقييم مساعدة الولايات المتحدة الأمنية للبنان.
في المقابل، يعتبر بعض المشرعين الجمهوريين الذين أعربوا عن مخاوف مشابهة أن الجيش اللبناني يمثّل أداة مهمة في تحجيم نفوذ "حزب الله" في لبنان، على الرغم من توسعه إلى سوريا، إذ علّق رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، إد رويس، على شهادة بومبيو بالقول: "عملنا بشكل وثيق مع الجيش اللبناني على مر السنوات لمحاولة تعزيز هذه المؤسسة في ظل تشكّل دولة إرهابية ضمن الدولة. لذا علينا التأكد من أن هناك مسافة بين الجيش اللبناني وقدرة الشبكة الإرهابية على وضع يدها على المعدات، وأعتقد أن بومبيو كان يشير إلى هذه المسألة"، على حدّ تعبيره.
وعلى الرغم من أن بومبيو دعا إلى مراجعة المساعدات العسكرية الأميركية، شدد على دعم بلاده للجيش "لمساعدتها (واشنطن) على تحقيق العنصر الأمني من جهودها"، مؤكداً أنّ تقييم الولايات المتحدة يشير إلى أنّ "تغييرات كبرى لن تطرأ على ميزان القوى عامةً"، بيد أنّه أعرب عن قلقه من قوة "حزب الله" في الحكومة.
يُشار إلى أنّ بومبيو زار لبنان أكثر من مرّتين خلال العامين 2014 و2015 بصفته عضواً في لجنة الاستخبارات في الكونغرس، حيث شدّد في المرة الأولى على دعمه للمؤسسات اللبنانية الأمنية والسياسية، والتقى في المرة الثانية العماد ميشال عون؛ علماً أنّه مثّل ولاية ويتشيتا، التي تضم جالية لبنانية واسعة، عندما كان عضواً في الكونغرس.
(ترجمة "لبنان 24" - Al-Monitor)