مع احتمال حصول تعاون بين الرئيسيْن الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب من جهة، ومواصلة إسرائيل شن ضربات جوية على سوريا من جهة ثانية، كشف موقع "المونيتور" الأميركي أنّ إيران صمّمت استراتيجية وقائية ثنائية الجانب للحفاظ على مصالحها في سوريا.
وفي التقرير الذي حمل عنوان "إيران تناور للحفاظ على مصالحها في سوريا"، انطلق الموقع من زيارة مستشار المرشد الأعلى السياسي علي أكبر ولايتي إلى موسكو في 11 تموز الجاري، لافتاً إلى أنّه حمل رسالتيْن الأولى من المرشد علي خامنئي والثانية من الرئيس حسن روحاني.
الموقع الذي بيّن أنّ الحديث بين الجانبين تركّز حول الملف السوري والشراكة الإيرانية-الروسية في سوريا، أكّد أنّ الرسالة الإيرانية تألّفت من مكونيْن أساسييْن.
أولاً، رأى الموقع أنّ إيران، بتشديدها على الإلتزام بمواصلة تنسيق خطواتها في سوريا مع روسيا، دعت الروس إلى عدم القلق بشأن احتمال حصول تحركات إيرانية غير متوقعة وقادرة على تقويض المصالح والمبادرات الروسية، لا سيّما على مستوى عزم موسكو على مراعاة المخاوف الأمنية الإسرائيلية في جنوب سوريا.
وثانياً، اعتبر الموقع أنّ إيران، بتصريحها أنّ موسكو ستكون الثانية التي تطلب منها واشنطن الانسحاب من سوريا من بعدها، حذّرت روسيا من المساومة على وجودها في سوريا مع الولايات المتحدة؛ فإذا تريد موسكو الحفاظ على كفتها مرجحة في ميزان القوى في سوريا، ستحتاج إلى تعاونها الوثيق مع إيران على الأرض.
في المقابل، قرأ الموقع لقاء كبير مساعدي وزير الخارجية الايراني في الشؤون السياسية حسين جابري أنصاري بالرئيس السوري بشار الأسد في 15 تموز الجاري على أنّه محاولة إيرانية "لتجديد تفويض طهران للبقاء في سوريا".
وكشف الموقع أنّ إيران تخشى إذعان الأسد للضغوطات، بعدما غيّر خصماه المتمثلان بالولايات المتحدة وإسرائيل موقفهما من بقائه في الحكم، شرط تعاونه مع مطلبهما القاضي بطرد الإيرانيين من سوريا، عقب استعادته السيطرة على أغلبية الأراضي من المعارضة.
وعليه، خلص الموقع إلى أنّ إيران تعمد إلى إرسال موفدين خاصين إلى موسكو ودمشق لإبقاء روسيا ملتزمة بشراكتها معها أولاً، ومنع الأسد من الاستسلام للضغوطات ثانياً إذا ما تم التوصل إلى اتفاق بين ترامب وبوتين، على الرغم من عجز موسكو وعدم رغبتها حالياً في طرد إيران من سوريا.
(ترجمة "لبنان 24" - Al-Monitor)