أعلن رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، فشل المحاولة الانقلابية التي قام بها عناصر من الجيش التركي، مؤكدأ أن رئيس الأركان، الجنرال خلوصي آكار استعاد السيطرة على الأمن في البلاد.
وصرح يلديريم في اتصال هاتفي مع شبكة "إن تي في" " إنها محاولة غبية مصيرها الفشل، وتمت السيطرة عليها إلى حد كبير"، بينما أشارت الاستخبارات التركية إلى "عودة الوضع الى طبيعته" في الوقت الذي تعرض فيه البرلمان في أنقرة لقصف جوي.
وأعلن رئيس الوزراء التركي عن توقيف أكثر من 2839 شخصا مرتبطين بمحاولة الانقلاب، فيما أعلنت النيابة العامة التركية أن محصلة الاشتباكات في انقرة خلال محاولة الانقلاب 161 قتيلا.
من جانبه،
توعد الرئيس التركي، رجب طيب أرودغان "محاولي الانقلاب على الديمقراطية، وأنهم سيدفعون ثمنا باهظا أمام القضاء التركي".
مخطط الانقلاب
وكشفت وكالة أنباء الأناضول التركية عن هوية مخطط محاولة الانقلاب على حكومة حزب العدالة والتنمية، الذي تسبب في اضطرابات بالبلاد أسفرت عن سقوط قتلى.
وقالت الوكالة الحكومية إن "المخطط للانقلاب في تركيا هو المستشار القانوني لرئيس الأركان التركية العقيد محرم كوسا"، مشيرة إلى انه "أقيل من منصبه قبل قليل".
وأوضحت مصادر، أن ضباطًا عسكريين، وقفوا إلى جانب "كوسا" في تمرده، مثل العقيد "محمد أوغوز أققوش"، والرائد "أركان أغين"، والمقدم "دوغان أويصال".
وذكرت وكالة "الأناضول" أن مطار أتاتورك في مدينة اسطنبول سيعود الى العمل بشكل اعتيادي الساعة السادسة صباحا هذا اليوم، وسيتم استئناف الرحلات.
وكان
الجيش التركي قد أعلن في وقت سابق استيلاءه على السلطة، من أجل الحفاظ على الديمقراطية وحقوق الإنسان، وكان قد أكد أن جميع العلاقات الخارجية الحالية للبلاد ستستمر.
وخلال عملية الانقلاب تم احتجاز رئيس الأركان التركي خلوصي آكار رهينة لدى "العسكريين" الانقلابيين، إضافة إلى عدد آخر بمقر قيادة الجيش التركي في أنقرة.
وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم قد ندد في بداية الانقلاب بـ"محاولة غير شرعية" تقوم بها "مجموعة" داخل الجيش التركي، وذلك بعيد قطع حركة المرور باتجاه واحد فوق جسري البوسفور من آسيا باتجاه اوروبا، كما افادت قناة تلفزيونية. وتوعد يلدريم المتورطين في هذا العمل "غير الشرعي" بأنهم سيدفعون "أغلى الأثمان".
وأعلن بن علي يلدريم إن هناك تحركا عسكريا دون تسلسل قيادة، يوحي بأن هناك محاولة انقلاب عسكري في البلاد، فيما أكد أن قوات الأمن تفعل ما هو ضروري لحل الموقف، في اعلن الجيش التركي في بيان نجاح انقلابه مؤكداً انه تولى السلطة في البلاد.
وأشار يلدريم إلى أن هناك محاولة عصيان داخل الجيش وسنتصدى لها، وأنه من الخطأ أن نسمي ما يحدث انقلابا لكنه محاولة من جانب جزء من الجيش.
واعتبر يلديريم أن من يقف وراء عملية الانقلاب خائن، مؤكدًا أن الحكومة لا تزال في السلطة. ولفت الى أن القيادة العسكرية أمرت جميع الجنود بالعودة الى قواعدهم. وقال: "عصابات وراء الانقلاب وما يحصل عمل ارهابي".
تظاهرات
وخرجت تظاهرات مؤيدة وأخرى مناوئة في عدة مدن تركية، لانقلاب الجيش في تركيا، في وقت شهد محيط جسر البوسفور في إسطنبول إطلاق نار كثيف.
وفيما ذكرت وكالة الأناضول الحكومية أن آلاف المواطنين نزلوا في تظاهرات بمدن تركية مختلفة للتنديد بمحاولة الانقلاب، أفادت وسائل إعلام تركية أخرى بخروج تظاهرات في إسطنبول مؤيدة للإطاحة بحكومة حزب العدالة والتنمية.
وكان الجيش التركي أغلق كل الطرق المؤدية إلى مطار أتاتورك في إسطنبول، كما عرض تلفزيون "إن.تي.في" صورا لدبابات عند مدخل المطار.
وذكرت وسائل إعلام تركية رسمية أن أنصار فتح الله غولان يقفون وراء الانقلاب العسكري.
وأكدت وكالة "رويترز" وقف الرحلات من وإلى مطار أتاتورك الدولي، في ظل تدهور حاد في الليرة التركية التي هبطت أكثر من 5 بالمئة عقب اعلان الانقلاب.
ولفت قائد القوات الخاصة التركية الى أن مجموعة تورطت في عمل خيانة ولن تنجح ونحن في خدمة الشعب، مؤكدا أن "القوات المسلحة لن تتغاضى عن هذه الافعال"، كاشفًا عن استشهاد شخص وعدة جرحى، مشددا على سيطرتهم على الوضع.
وأعلنت جماعة فتح الله غولن أن "الاتهامات بتورطنا في المحاولة الانقلابية "غير مسؤولة".