زينة دكاش شخصية ديناميكية وممثلة مسرحية اشتهرت بأدوارها الكوميدية وعرفت عبر شاشة "آل بي سي" بشخصية "إيزو" في البرنامج الأسبوعي الانتقادي الساخر "بسمات وطن" وغيرها من الأدوار الكوميدية. عملت على ترسيخ العلاج بالدراما في السجون
اللبنانية، وقبل أن تعرف بوجود تخصص إسمه العلاج بالدراما، كان لديها ايمان بأن المسرح والوسائل الفنية الأخرى مثل الموسيقى والرسم والرقص وغيرها يجب أن تكون فنوناً موجهة لأنها وسائل تعبير والتعبير يملك امكانية العلاج.
إنطلق هذا التخصص في
الولايات المتحدة الأميركية وهولندا وألمانيا واعترف به رسمياً في العام 1978 مع تأسيس أول نقابة للعلاج الدرامي في
الولايات المتحدة. هو نوع من العلاج النفسي عن طريق المسرح مع استخدام تقنيات مسرحية، وهو يأتي ضمن سلسلة علاجات مشابهة ولا يرتكز فقط الى التحدث عن المشكلة، بل عن كيفية إخراجها من الأعماق من خلال التمثيل، وبالتالي فهو يساهم في تسليط الضوء على حقيقة المشكلة النفسية المطلوب معالجتها واكتشاف النفس بوضوح والتحرر من كل التبعات النفسية.
في رومية أكبر السجون
اللبنانية، بدأت زينة تجربتها الصعبة في العام 2008 من خلال أول مركز في
لبنان والبلاد
العربية، الذي أطلقت عليه اسم "كثارسيس"، والكلمة يونانية وتعني التنقية أو التطهير. أطلقت زينة أول مشاريع جمعيتها، أي تدريب السجناء على حل مشاكلهم وتقبل حياتهم وواقعهم والتواصل مع المجتمع من خلال تقنيات المسرح ومن خلال ورشة طويلة الأمد مع مجموعة من المحكومين، فكانت مسرحية "اثنا عشر لبنانياً غاضباً"، وهي أول مسرحية يتم تنفيذها داخل السجن في
لبنان.
تقول دكاش إن التجربة كانت صعبة في البداية، خصوصاً أنها اضطرت الى فرض شخصيتها كأنثى على مجموعة من الرجال لم يعتادوا على تلقي الأوامر، كما عملت داخل سجن بعبدا للنساء حيث أدت أدوار البطولة في مسرحية "شهرزاد في بعبدا" سيدات وراء القضبان، وقد استوحت زينة النص المسرحي من قصص السجينات ومعاناتهن اليومية وقد عرضت المسرحية في سجن بعبدا في العام 2012.
"عانينا من معوقات مادية ولاسيما عدم توافر مكان مخصص لأداء عملنا"، بحسب زينة التي تضيف: "لقد واجهنا صعوبات لوجستية كما عانينا من مشكلة وصعوبة تقبل السجين للآخر، كل واحد يريد التحدث عن مشكلته من دون الإكتراث الى مشاكل الآخرين. فالعلاج بالدراما يتوجه الى كل فئات المجتمع وكل انسان بحاجة الى التعبير عن نفسه"."نحن نهتم أيضاً بمدمني المخدرات ونساهم في عملية إعادة تأهيلهم ونهتم أيضاً باللاجئات، وأهم انجاز بالنسبة الى السجناء هو تحقيق شيء حقيقي، ولو لمرة واحدة في حياتهم، والشعور بالفرح عند الاستماع الى قصصهم وحكاياتهم، وهم من خلال هذه التجربة الفريدة تعلموا أيضاً الانضباط وتقبل الآخر".
للسجناء
السابقين حيز من الاهتمام أيضاً من خلال جمعية "كثارسيس" إذ "أننا لا نجد في لبنان جمعيات تعنى بهم، لذلك نعمل على تقديم الدعم الذي يحتاجونه بالتعاون مع مؤسسات مدنية أخرى، فنبحث لهم عن عمل وعن مسكن. كما أن المشاركين في المشاريع الأولى يقدمون بدورهم الدعم والمساندة للسجناء الجدد".
آخر عمل فني قدمته دكاش كان مسرحية "من كل عقلي" من تمثيل نزلاء مستشفى الفنار للأمراض العقلية والنفسية والعصبية في تشرين الثاني المنصرم داخل المستشفى، والتحضير جار لمشروع فني علاجي يحمل عنوان "قصة منسيين خلف القضبان"، الذي يتم التحضير له حالياً داخل سجن رومية، والذي يهدف الى تحسين الوضع النفسي والقانوني للسجناء ذوي الأمراض النفسية والسجناء المحكومين بالمؤبد بتمويل ودعم من الاتحاد الأوروبي.
(خاص "
لبنان24")