حسمت مسألة مشاركة الرئيس السوري بشار الاسد في القمة العربية في جدة، اذ ستكون هذه المشاركة العنوان الابرز للقمة ومحركها الاساسي، خصوصا في ظل ترقب لقاء ثنائي بين الاسد وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان. ولعل مشاركة الاسد هي الاجابة النهائية حول مسار التسوية وتسارعه في المنطقة مع ما يعنيه ذلك من تطورات على المستوى اللبناني.
راهن كثيرون من خصوم الاسد في لبنان على تأخر التسوية ومماطلة اطرافها، وبالتالي مرور القمة العربية من دون مشاركة فعلية للرئيس السوري فيها،او حتى من دون مشاركة سوريا بشكل رسمي، لكن ذلك لم يحصل، الامر الذي سرع الاستحقاقات الداخلية التي سترتبط حكما بالايجابية السعودية - السورية.
تقول مصادر مطلعة ان تطبيع العلاقات السورية العربية ستكون له اثار ايجابية بالمطلق على الوضع اللبناني، خصوصا وان المملكة العربية السعودية ليس لديها حساسية من الحضور السوري في لبنان وهذا قد لا ينطبق على الحضور الايراني بغض النظر عن التقارب الحالي بين الدولتين.
وترى المصادر ان الرياض لن يكون لديها اي مانع في ترك المساحات اللازمة لدمشق في بيروت وعودة تأثيرها، وان كان المحدود، في بعض الملفات، وهذا يخدم الاستراتيجية السعودية في الداخل اللبناني والقائمة على عدم الخوض في التفاصيل المملة للسياسة المحلية، حتى لو عاد الاهتمام الخليجي العام وانتهاء اللامبالاة التي سيطرت لعدة سنوات.
يرى حلفاء رئيس تيار المردة سليمان فرنجية انه في حال طلبت سوريا او رئيسها من الرياض دعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، فإن هذا الطلب سيلبى، لا بل ستعمل السعودية على تأمين الاصوات اللازمة لاتمام معركة فرنجية ولن تكتفي برفع الفيتو عنه، كما حصل في الايام الماضية، خصوصا ان علاقتها المباشرة بالرجل جيدة نسبيا.
الا ان اوساط اخرى ترى ان التسوية السعودية السورية، ومشاركة الاسد في القمة العربية وما سينتج عنها من مقايضات، لن تكون كافية للحل في لبنان، خصوصا ان هناك طرفا جديا ووازنا ومؤثر هو الولايات المتحدة الاميركية لا يظهر اي حماسة للتطورات التي تحصل، وقد يذهب بعيدا في منع انعكاسها سياسيا على لبنان خلال المرحلة القليلة المقبلة.
وتعتبر الاوساط ان الواقع السياسي في لبنلن سيتخطى مرحلة التوتر التي بدأت قبل سنوات طويلة، لكن ليس بالضرورة ان يذهب الى التسوية الشاملة التي يصورها البعض لانها تحتاج الى توافق جميع الافرقاء المؤثرين وعلى رأسهم الولايات المتحدة وايران، وليس فقط السعودية وسوريا.