Advertisement

خاص

تقرير لـ"The Guardian": بايدن يسعى لتحقيق 3 أهداف:هل الوقت لصالحه؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
22-08-2023 | 03:30
A-
A+
Doc-P-1099770-638282939977045969.jpg
Doc-P-1099770-638282939977045969.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

إنه لأمرٌ غريب أن يشهد نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط التراجع عينه الذي شهدته في السابق الإمبراطورية البريطانية من المنطقة عينها، وكأن دول المنطقة الآن ترفض هيمنة دولة أخرى.
Advertisement
وبحسب صحيفة "The Guardian" البريطانية، "ها هي الأنظمة الحاكمة في منطقة الشرق الأوسط تؤكد، ببطء ولكن بثبات، حقيقة استقلالها وحريتها، كل ذلك في الوقت الذي تبحث فيه عن حلفاء جدد. إن ما سبق يعكس بدوره تحولًا جوهريًا نحو عالم متعدد الأقطاب، حيث لم تعد تهيمن القوى العظمى الفردية. ففي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، يقوم أفراد العائلة المالكة بتأسيس هوية وطنية متجانسة ويظهرون قوتهم في الخارج من خلال النفوذ المالي والنفط والرياضة، معتمدين على أهميتهم الاستراتيجية، يرفض هؤلاء الأفراد الحماية الغربية التي منحتهم إياها الولايات المتحدة، وقبلها بريطانيا. في إسرائيل، يقاتل القوميون اليهود المتشددون والمتطرفون الدينيون لتحديد الطابع المستقبلي للدولة في تحد لرغبات واشنطن".
وتابعت الصحيفة، "منذ توليه منصبه في عام 2021، ابتعد الرئيس الأميركي جو بايدن عن الأزمات المستمرة في الضفة الغربية ولبنان والعراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان. حتى أن الأمر المهم والوحيد التي تعهد بالقيام به، وهو إنقاذ الاتفاقية النووية الإيرانية التي تخلى عنها سلفه دونالد ترامب، لم يتمكن من تحقيقه. وبالمثل، ففي العام 1956، أدى غزو مصر إلى تقويض بريطانيا كقوة إقليمية مهيمنة، فهل اقتربت الولايات المتحدة من نقطة التحول تماماً كما حدث مع المملكة المتحدة في السويس؟ الجواب بكل بساطة هو كلا، خاصة وأن بايدن مؤمن بالتفوق الأميركي. وعوضاً عن ذلك، أطلق حملة طموحة لإعادة تأسيس القيادة الإقليمية للولايات المتحدة".
وأضافت الصحيفة، "إن الهدف من هذه الحملة يعود إلى مواجهة نفوذ بكين وموسكو من جهة، ومن جهة ثانية لتذكير حلفائهم في الشرق الأوسط بأنه لا يمكن الاستغناء عن الأمن الذي توفره الولايات المتحدة. هذا الشهر، أرسل بايدن 3000 جندي إضافي إلى الخليج، وكان الهدف من هذه الخطوة، ظاهرياً، ردع إيران أما ضمنياً، إظهار من هو صاحب السلطة. وبالطبع، إن الحسابات السياسية تلعب دورًا أيضًا. فمع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، يأمل بايدن بتحقيق ثلاثة أهداف متتالية: التوصل إلى تفاهم أميركي مع إيران، التوصل إلى اتفاق سلام تاريخي بين السعودية وإسرائيل، وتحقيق انفراج على صعيد الدولة الفلسطينية".
ورأت الصحيفة أنه في ما يتعلق بالهدف الأول، "فقد حققت المحادثات في قطر بشأن إطلاق سراح الأميركيين المسجونين مقابل إلغاء تجميد أصول إيرانية بقيمة 6 مليارات دولار تقدمًا كبيرًا هذا الشهر. وبحسب ما ورد، يناقش الجانبان أيضًا إنهاء مبيعات الطائرات العسكرية المسيّرة الإيرانية الصنع لروسيا. ومن المتوقع أن يكون الهدف النهائي هو إبرام اتفاق ثنائي غير رسمي يوقف برامج طهران النووية المزعومة المتعلقة بالأسلحة في مقابل الرفع الكامل للعقوبات الأميركية، وهو في الواقع أكثر ما يتوق إليه النظام الإيراني المتعثر اقتصاديًا".
وتابعت الصحيفة، "أما بالنسبة للهدف الثاني، شعرت الولايات المتحدة بالقلق بعد أن تمكنت الصين من التوسط بين الرياض وطهران كما ومن التعاون السعودي مع موسكو. وفي الحقيقة، يسعى بايدن إلى كسب ثقة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وبالتالي تحقيق هدفه المتمثل بتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل على غرار اتفاقات إبراهيم. وبهدف تحقيق هذه الغاية، يُقال إن حجر العثرة الوحيد هو منح المملكة الدعم الأميركي بهدف بناء برنامج طاقة نووية مدني سعودي من شأنه أن يضاهي برنامج إيران النووي. إن هذا المسعى يدق ناقوس الخطر في القدس. لا مشكلة كما يقول بايدن، فيمكن أن يشمل التطبيع السعودي الإسرائيلي ضمانات دفاعية اميركية وأسلحة متطورة لكليهما".
وسألت الصحيفة، "لماذا على الولايات المتحدة أن تساعد وتدافع عن المملكة، خاصة بعد أن تعهد بايدن بجعلها "منبوذة" عالميًا؟ الجواب هو أن التطبيع سيمثل فوزًا كبيرًا قبل الانتخابات للرئيس، خاصة عندما يرتبط بالجزء الثالث من خطته: النهوض بالدولة الفلسطينية. إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحاجة ماسة إلى صفقة سعودية، والأمر عينه ينطبق على المملكة التي تصر، أقله على الورق، على إحراز تقدم ملموس نحو الدولة الفلسطينية. من جانبهم، يعارض شركاء نتنياهو في الائتلاف اليميني المتطرف تقديم أي تنازلات. فالعلاقة بين بايدن ونتنياهو أصبحت تتسم بالفتور، كما ويخطط الأخير للقيام بزيارة للصين فقط لإغاظة الأول".
وتابعت الصحيفة، "مع ذلك، يبدو أن بايدن يعتقد أنه قادر على الحصول على موافقة إسرائيلية لزيادة الحكم الذاتي الفلسطيني، ووقف خطط ضم الضفة الغربية، وربما إحياء عملية السلام الهادفة إلى حل الدولتين. إن آمال بايدن في تحقيق أهدافه تبدو وهمية بعض الشيء، خاصة وأن الوقت ضده".
وختمت الصحيفة، "يقترب عصر القوة العظمى المهيمنة و"الأمة التي لا غنى عنها" من نهايته. قد يبذل بايدن قصارى جهده للحفاظ على النظام القديم، ولكن مثل "العصر الإمبراطوري" الضائع لبريطانيا، فإن "القرن الأميركي" يبدو أنه أصبح جزءاً من التاريخ".
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك