كتب غسان ريفي في صحيفة "سفير الشمال" تحت عنوان "اليوم تبدأ عملية "ترسيم" الحكومة.. ونزاع على "الطاقة"!": "من المفترض أن يزور الرئيس المكلف سعد الحريري اليوم قصر بعبدا ويلتقي رئيس الجمهورية ميشال عون للمرة السادسة، لترجمة الأجواء الايجابية التي أنتجها اللقاء الخامس الذي كسر الجمود المسيطر على عملية التأليف وأعاد الحرارة الى خطوط التواصل.
لا شك في أن ثمة رغبة لدى الرئيسين عون والحريري بتشكيل حكومة، خصوصا أن الامعان في إظهار الخلافات، والسباق على الحصص، وتعطيل الحكومة من أجل وزير بالزائد وآخر بالناقص ومن أجل حقيبة هنا وأخرى هنالك في ظل أزمات الفقر والجوع والبطالة وإنعدام الأمل المسيطرة على اللبنانيين من شأنها أن تؤدي الى ثورة شعبية عنيفة جدا، قد يعلم البعض كيف تبدأ لكن أحدا لا يعلم الى أين ستأخذ البلاد والعباد.
لذلك، فإن اللقاء الخامس بين عون والحريري وبحسب المعلومات المؤكدة أنتج توافقا على شكل الحكومة التي ستكون من 18 وزيرا موزعين على ثلاثة مكونات، الأول حركة أمل وحزب الله والمردة، والثاني رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر والحزب القومي والطاشناق، والثالث الحريري والرئيس نجيب ميقاتي والحزب التقدمي الاشتراكي، ما يعني أن لا ثلث معطلا لأي طرف سياسي، بل الأمر يحتاج الى تحالف مكونين في الحكومة للحصول على الأكثرية المطلقة، وهو أمر بحسب المعلومات رضيَ به جبران باسيل على مضض بضغط من رئيس الجمهورية الذي يتطلع الى إنقاذ ما تبقى من عهده، خصوصا مع التسريبات التي تحدثت عن أن الحريري ليس في وارد الاعتذار مهما كلف الأمر، وهذا ما أشار إليه أمس نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي الذي أكد أن “الحريري لن يعتذر ولو بقي رئيسا مكلفا لعشر سنوات”، ما يعني أن الفراغ قد يطول وينعكس مزيدا من السلبية على العهد.
تشير المعلومات الى أن الحريري لن يحمل معه تشكيلة وزارية الى قصر بعبدا اليوم، لأن اللقاء مع رئيس الجمهورية وبعد التوافق على 18 وزيرا، سيبدأ بالبحث الجدي في كيفية “ترسيم” الحكومة وتحديد حصة الطوائف والتيارات السياسية منها، مع التمسك بمبدأ المداورة الشاملة باستثناء حقيبة المالية المعقودة للثنائي الشيعي، الأمر الذي قد يثير حفيظة التيار الوطني الحر الذي يتمسك بوزارة الطاقة المتنازع عليها، إنطلاقا من أن المداورة يجب تنحصر فقط في الحقائب السيادية وليس الحقائب الأخرى، ما قد يشكل عقدة حقيقية في عملية التأليف سيكون من الصعب حلها، خصوصا أن تكتل لبنان القوي أوحى أمس في بيانه بعد إجتماعه برئاسة باسيل بتمسكه بوزارة الطاقة عندما رفض "مبدأ الكيل بمكيالين"، وأكد أننا "نسهل عملية تأليف الحكومة من دون أن نتنازل عن حقنا".
وتقول المعلومات أن كل الجهود سوف تنصب خلال الأيام القليلة المقبلة على الوصول الى صيغة توافقية مشتركة لوزارة الطاقة ترضي باسيل ولا تستفز الآخرين، فإذا نجحت هذه المساعي فإن الحكومة قد تبصر النوع مطلع الاسبوع المقبل، وإذا فشلت فالتأجيل سيكون سيد الموقف الى حين التفاهم على صيغة تكون مقبولة من الجميع.
ترى مصادر سياسية مطلعة، أن الايجابيات التي تشاع منذ اللقاء الخامس بين عون والحريري تحتاج الى ترجمة فعلية، فاللبنانيون في النهاية يريدون حكومة تنقذ بلدهم وليس مجرد أجواء إيجابية، خصوصا أن التجارب السابقة تثبت في كل مرة صدق المقولة الشهيرة للرئيس نبيه بري “"ما تقول فول حتى يصير بالمكيول".