بعد توقعات أوروبية عدة متشائمة حول ملف انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي، رأت النمسا أن تلك الخطوة ليست واقعية في الوقت الحالي، عارضة حلاً وسطياً.
فقد اقترح المستشار النمساوي، كارل نيهامر، على عكس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي دعا الشهر الماضي إلى تشكيل منظمة أوروبية أوسع تضم دولاً ديمقراطية من خارج الاتحاد، مرحلة وسيطة بين التعاون والعضوية الكاملة لدول مثل أوكرانيا ومولدوفا.
كما أوضح في بيان صادر اليوم الأحد عن مكتب المستشارية أن ما يسمى بفترة إعداد ستسمح لتلك الدول بالوفاء بمعايير الاتحاد الأوروبي، على غرار المنطقة الاقتصادية الأوروبية أو اتفاقية التجارة الحرة الأوروبية، بحسب ما نقلت رويترز.
وشدد "على أن هدف الدول الغربية واحد ألا وهو رؤية أوكرانيا قوية ومستقلة وناجحة اقتصادياً، إلا أنه أردف أن كييف تقاتل حالياً من أجل الدفاع عن بقائها السياسي ووحدة أراضيها، مؤكداً أن كل الجهود تهدف بالأساس إلى إنهاء الحرب الروسية".
"ليس واقعيا"
إلى ذلك، اعتبر أن" الانضمام الكامل والسريع للاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يكون في هذا الوقت قضية ملحة بأي حال".
وأضاف أن العواطف يجب أن تُستبعد من النقاش الدائر حاليا بشأن عضوية أوكرانيا في التكتل، قائلا إن "ضمها سريعاً ليس واقعياً".
كما رأى أنه يجب أن تكون هناك فترة إعداد أوروبية بهدف تعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي خطوة بخطوة وتحسين التأقلم بشكل أفضل مع المعايير الأوروبية.
وكان الرئيس الفرنسي أعلن بدوره الشهر الماضي أن تلك الخطوة قد تستغرق وقتاً طويلاً، داعياً دول الاتحاد الـ 27 إلى تشكيل صيغة جديدة أكثر ليونة، تسمح بانضمام أعضاء جدد إليها.
فيما دأبت كييف على المطالبة بتسريع الخطى في هذا الملف.
يذكر أن الرئاسة الأوكرانية كانت وقعت في 28 فبراير الماضي، أي بعد 4 أيام على انطلاق العملية العسكرية الروسية في البلاد، طلباً رسمياً للانضمام على الفور إلى الاتحاد، بموجب إجراء خاص لأن كييف تدافع عن نفسها في مواجهة روسيا.
خط أحمر
في حين حذرت موسكو أكثر من مرة من تلك الخطوة، معتبرة أنها لا تنفصل عن الانضمام لحلف شمال الأطلسي، ما يعتبر خطاً أحمر بالنسبة لها ولأمنها الاستراتيجي.
وتعتبر تلك المسألة حساسة جداً بالنسبة لروسيا، التي طالبت مراراً بجعل أوكرانيا "بلداً حيادياً" بعيداً عن الانضمام لأي تكتلات غربية أو دولية، من ضمنها الاتحاد الأوروبي، وبشكل أكبر حلف الناتو.