استقطبت بلاد الأرز منذ "أيّام عزّها"، أنظار صنّاع الدراما العربية والعالمية، وكان للعدسة المصرية الحصّة الأكبر. صحيح أن لبنان كان ملقّباً بـ"سويسرا الشرق" حين كانت لا تزال أموره على ما يرام وكان قبلة للسياح والمنتجين والمخرجين، في عالم عربيّ عمّته الفوضى بشكل دائم. إلا أن بيروت لم تفقد سحرها الأنيق واللامع يوماً، إذ لا يزال الحنين إليها في قلوب الفنانين الذين زاروها ولو لمرة في حياتهم، فانطبع أثرها بداخلهم برغم كلّ العواصف التي ضربتها، ولا تزال تحاول إسقاطها عبثاً.
وفي رسالة أمل للبنان واللبنانيين، حلّ حفل الـ"موريكس دور" ليثبت أن بيروت ما زالت أكثر من أي وقت مضى، حاضنة للفنّ والفنانين اللبنانيين والعرب، وتمثّل فسحة أمل لهم كي يطلقوا العنان لخيالهم وإبداعهم بالرغم من كل الضغوط.
لمصر دورها وحضورها الذي لطالما فرض نفسه إرادياً ولا إرادياً في هكذا مهرجانات كرّمت النجوم على عطاءاتهم، فما كان من لبنان إلا أن كرّم أبرز وجوهها الفنية التي اعتادتها الشاشة العربية، بأسماء كبرنا عليها وأخرى برزت حديثاً كي تضع لنفسها موطئ قدم في هذا العالم الواسع.
ومن بين الأسماء التي تكرّمت وكرّمت لبنان بحضورها، الفنانة المصرية القديرة إلهام شاهين، التي تم خلال الحفل تكريمها عن دورها في مسلسل "بطلوع الروح" كما تم تكريم شركة "الصباح" للإنتاج عن العمل نفسه.
تكريم شاهين جاء بعدما خاض "بطلوع الروح" المكوّن من 15 حلقة السباق الرمضاني، وتميّز بأنه مستوحى من أحداث حقيقة، حيث لعبت دور "روح" التي يخدعها زوجها ويستدرجها من مصر إلى وكر لداعش في سوريا، ثم تحاول روح الهرب لينتهي بها المطاف في معسكر للهاربات من التنظيم، وتصبح العودة إلى مصر حلماً شبه مستحيل.
وعقب انتهاء الحفل، بقيت الفنانة القديرة في لبنان الذي تحبّ كما تؤكد دوماً، لتوجّه رسالة أمل وتفاؤل للشعب اللبناني، مشاركة معه ومع محبّيها مجموعة صور من زياراتها لمناطق مختلفة في بلاد الأرز عبر حسابها الخاص على "إنستغرام".
وعلّقت شاهين على صورها التي تفاعل معها المعجبون قائلة: "صباح الخير يا بيروت .. جمالك طاغي برغم الظروف الصعبة .. قلوبنا معك.. و متأكدين إن بيروت ستعود أقوى وأجمل مما كانت بإرادة شعبها المحب للحياة. بحبك يا لبنان".
كما نشرت صوراً من زيارتها لحريصا ووصفتها بأجمل أماكن لبنان المقدسة.
وليست هذه المرة الأولى التي تعبّر فيها إلهام شاهين عن حبّها العميق للبنان وشعبه، بدت محبّتها هذه واضحة عقب الإنفجار المروع الذي هزّ بيروت في الرابع من آب، حيث أنها لم تكتفِ بالتضامن عبر الكلمات والبيات والشعارات الرنانة، بل قدمت إلى المدينة المهشّمة لتبكي عليها تماماً كأهلها.
وقالت في حينه: "أول مرة أشوف بيروت كده، مظلمة شوارعها ومدمّرة، أنا حزينة على اللي بيحصل"، معتبرة أن هذه المدينة لطالما كانت رمزاً للسعادة ومصدراً للبهجة".
وقالت: "لدي عائلة في بيروت، فشقيقتي كانت متزوجة من لبناني ولديها ولدان؛ إلهام تتابع دراستها هنا في بيروت وعادل يعمل بين بيروت ودبي والقاهرة".
كما شددت على أنها تزور لبنان منذ زمن بعيد وتحديداً منذ أيام الحرب في حقبة الثمانينيات، أيام كان المطار مغلقاً، وأضافت أنها زارته عام 2006 إبان الحرب الإسرائيلية، يومها أتت مع وفد المستشفى الميداني المصري".
أجمل الذكريات أمضتها إليهام شاهين في بيروت، وغيرها كثر من النجوم العربيين والغربيين الذين استقبلتهم بيروت أيام كانت أبواب العالم، والإبداع، مقفلة في وجههم.