خلوق وطيب ويملك صوتاً جميلاً يميزه الاحساس العالي، بعد النجاح الذي حققه في مجال الغناء، خطى نجم Arab Idol الفنان اليمني عمار العزكي خطوة جديدة في مسيرته الفنية واتجه نحو التمثيل ليجسّد دور "نشوان" في المسلسل اليمني الذي حقق نجاحاً كبيراً في اليمن والخليج العربي "غربة البن"، وهو الذي يرمز إلى بن اليمن الذي يتم تصديره إلى العالم.
كان عمار بانتظار نقلة جديدة في حياته المهنية بعد "أراب أيدول" وطرحه ألبوماً، فتلقى اتصالاً من شركة انتاج الوافي واقترحوا عليه الانضمام إلى "غربة البن"، بالرغم من أن "المواقف تضاربت بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة، قررت أن أخوضها"، يقول عمار لـ"لبنان 24".
بعد غياب ثلاث سنوات عن بلده اليمن بسبب الأوضاع الأمنية، وغربته عن بلده منذ العام 2006، عاد إلى اليمن ليجسّد معاناة "نشوان" في "غربة البن" وهي معاناة شبيهة بتلك التي عاشها عمار مع الغربة.
عن الصعوبات التي واجهها في تجسيد دور "نشوان"، يقول العزكي: "واجهنا الكثير من العراقيل، من طريقة الوصول إلى اليمن والحصول على تراخيص للتصوير من مختلف الجهات، بالإضافة إلى تهديدات وُجهت إليّ قبل السفر إلى اليمن"، كما كانت الصعوبة باللهجة التي سأقدم بها العمل، وهي لهجة أهالي منطقة تعز حيث صورنا المسلسل لأنه يناقش ظروف تلك المنطقة المشهورة بالبن، وهي لهجة مختلفة كثيراً عن اللهجة اليمنية البيضاء حتى نطق الحروف مختلف عنا ولا يمكن أن يفهمها الجميع. كان تحدياً كبيراً لي أن أمثل وأؤدي لهجة لم أتقنها سابقاً، وعلمت بأنني سأؤدي تلك اللهجة عندما وصلت إلى اليمن فشعرت أنني أمام الأمر الواقع، ولكنني خضت التجربة".
ويتابع: "عندما قرأت النص في البداية كانت سيرة فنان والدته تعاني وهو في الغربة وشعرت في البداية أن القصة تشبهني، ثم توسع العمل أكثر ليشمل زواج القاصرات والخيانة والنصب والقتل والثأر إذ ناقش مواضيع مهمة جداً في اليمن، بالإضافة إلى مرض الكوليرا الذي ذهب ضحيته أكثر من مئة ألف يمني، وقد وجهت رسالة توعوية من خلال العمل بما أنني سفير اليونيسف لمرض الكوليرا في اليمن. كما أن العمل أنصف المرأة وأعطاها دوراً موازياً للرجل من حيث تحمّل المسؤوليات من خلال والدتي في العمل التي ربتني بمفردها بعد سفر والدي ليجني المال ليسدد ديون الزواج وكان ينوي العودة في موسم حصاد البن بعد سنة إلا أنه عاد بعد 25 عاماً، تحملت والدتي مسؤولية طفل في مجتمع لم يعتد على امرأة تربي طفلاً بمفردها وواجهت صعوبات وظلماً وضغوطات اجتماعية".
ويشير عمار إلى ميزانية المسلسل كانت بسيطة جداً، علماً انه تم الاستعانة بمحترفين ولكن كل واحد منهم عمل من قلبه، أما أجره فكان كبيراً جداً بالنسبة لليمن ولكن فعلياً كان بسيطاً".
عن الصفات المشتركة بينه وبين "نشوان" يقول: "يشبهني "نشوان" كثيراً من ناحية الخجل والطيبة. أثارت شخصية نشوان ومشاهده جدلاً كبيراً بسبب بعض المشاهد، البعض أشاد والبعض انتقد ولكن ذلك ساهم في شهرة العمل". ويلفت إلى أن "غربة البن" تصدر نسب المشاهدة وحل في المرتبة الأولى في اليمن، الرابعة في الإمارات والثانية في السعودية، علماً أن اللهجة صعبة". ويعتبر عمار أن المسلسل ساهم في خروجه من عباءة شخصيته الحقيقية، وقد فوجئ بنفسه في بعض المشاهد التي أداها باحتراف، إلا أنه لا ينكر أنه أخطأ أحياناً، وبالتالي سيتوجه في حال تلقى عروض تمثيلية جديدة لورش التدريب".
لم يقتصر دور عمار على التمثيل فقط، بل أدى شارتي البداية والنهاية للعمل بالإضافة إلى أغنيات المسلسل، بل وأسند إليه تأليف الموسيقى التصويرية وقد استعان الفنان اليمني "بالمولالة" وهي مواويل خاصة بمنطقة تعز وقدم عشر مقطوعات، وقد أشاد الجميع بتلك الموسيقى التي قلما نجدها في الأعمال اليمنية.
بسبب مشاركة الفريق اليمني للمرة الأولى في بطولة كأس العالم، خصص عمار أغنية لمنتخب بلاده حملت عنوان "أنا اليماني"، وذلك بعد لقائه المنتخب اليمني في دبي حيث يقيم، خلال مباراة ودية بين اليمن والامارات.
أما أغنية "شنطة سفر" فيعتبرها العزكي حالة وليست أغنية، "أديتها في شهر رمضان وهي للشاعر سلطان مجلي وهو صديقي ومدير أعمالي". ويتحضر عمار بعد مغادرته لبنان للسفر إلى اليمن حيث سيحيي عدداً من الحفلات هناك، لافتاً إلى أن أكثر من 25 ألف شخص حضروا الحفلة التي أقامها في المكلاّ، ورددوا معه أغلب الأغنيات، إذ ان المواطن اليمني يحتاج لأن يفرح ويغني.
وسيصور عمار كليب مع منظمة اليونيسف عن مرضى الكوليرا في اليمن، وكان قد وجه مع اليونيسف رسائل توعوية على شكل فواصل إعلانية في رمضان الماضي، كما أنه قام بالتنسيق بين القائمين على "غربة البن" واليونيسف فيما يتعلق بالكوليرا والتوعية. ويتحضر لتصوير أغنية "وعيونك التنتين والابتسامة" وهي من كلمات سلطان مجلي وألحانه وهي من نوع العتاب.
يؤكد عمار العزكي أنه سيسعى لأن يحافظ على الشخصية النموذجية التي يتمتع بها ويحترمها الجمهور اليمني والعربي، ويتجنب كل ما يسيء لبلاده وثقافتها، ويضيف: "حتى أنني أبتعد عن السوشيال ميديا وعن المواضيع الخلافية، بالنهاية أنا فنان وواجبي أن أُسعد الجمهور، علماً أن البعض يتهمني بأنني أعيش بعالم آخر ورفاهية وسعادة، ولكنني لن أنقل مشاكلي للناس بل أحاول أن أكون ايجابياً دائماً".