كثيرًا ما يمر الفنان بذكريات حزينة أو سعيدة تبقى في ذهنه إلى الأبد ويحكيها فى حواراته كلما تحدث عن الأحداث التى ساعدت في تكوينه الفني والإنساني.
وكان من بين هؤلاء النجوم الشحرورة صباح التي مرت في حياتها بالكثير من الأحداث منذ مولدها وحتى وفاتها.
وفي حوار نادر للشحرورة تحدثت عن ذكريات بداياتها الأولى وقالت إن والدها حزن عندما بشروه بمولدها وعرف أنه رزق ببنت، موضحة أنه معذور لهذا الحزن لأنه كان يحلم بولد يساعده في التجارة، فاستقبل مولد ابنته بالدموع الحارة والحسرة.
ولكن بمجرد أن ذهب والد صباح إلى متجره وجد عدد الزبائن قد تضاعف، فاستبشر بقدوم ابنته خاصة بعد أن عاد إلى منزله وفي اليوم التالي أخبرته سيدة اشتهرت بقراءة الطالع والفنجان بأن مولودته سيكون لها شأن كبير في المستقبل.
وأشارت صباح إلى أنه مرت الأيام والتحقت بمدرسة فرنسية، وكانت هذه المدرسة تعفي التلميذات اللاتي يتفوقن في اللغة الفرنسية من المصروفات، فكانت هي التلميذة الوحيدة الفائزة بهذا الإعفاء، وكانت المدرسة تهتم بالنشاط الفني والرياضي، وكانت الشحرورة تشارك في الحفلات الفنية أخر العام بالتمثيل والغناء.
وذات مرة حضر مندوب إحدى شركات السينما حفل المدرسة وأعجب بموهبة الشحرورة وعرض عليها أن تعمل بالسينما ولكن والدها رفض بشدة .
وقالت الشحرورة إن من حظها أن كان عمها يقف معها وكان شاعراً ومحباً للفنون، وتحدث مع المندوب واشترط أن تكون الفرصة المتاحة لابنة أخيه تستحق حتى يقنع والدها، وبالفعل تدخل العم وأقنع والد صباح بعملها فى السينما، وبعد شهور قليلة سافرت صباح إلى القاهرة لتقوم ببطولة أول أفلامها وهو فيلم" القلب له واحد" انتاج أسيا داغر.
وبقيت مشكلة أمامها حيث كان اسم الشحرورة الحقيقي جانيت جرجس فيغالي، ورأت المنتجة أسيا أن هذا الاسم لا يصلح لاسم بطلة ومطربة فأعلنت عن مسابقة لاختيار اسم موسيقى للنجمة الجديدة، وتقدم العديد من المتسابقين باسماء مختلفة حتى وقع الاختيار على اسم صباح ليكون اسم المطربة والفنانة الجديدة التي ملأت الدنيا فناً وطرباً وأصبحت من أشهر وأجمل فنانات الزمن الجميل.