ها هو "وئام شوك"، الموقوف أمام المحكمة
العسكرية بتهمة مزدوجة تتعلّق بانتمائه إلى تنظيمي "جند الشام" و"جبهة النصرة"، يدخل قاعة المحكمة
العسكرية ليُفاخر بعقيدة "تكفير الدولة، واصفًا الحكم في
لبنان بأنه "حكم الكُفر".
وعلى عكس باقي المتهمين بقضايا الإرهاب و"ارتكاب الجنايات على الناس والأموال والقوى الأمنية والعسكرية"، لم يبذل
المتهم خلال إستجوابه، أي جهد لينفض عنه التهمة المسندة إليه بل راح يفسّر معتقداته الدينية ويحاول إقناع رئيس المحكمة بأنّ الحكم بتكفير الأنظمة هو غير الحكم بتكفير الأشخاص، من هنا أتت قناعته ببناء دولة تحكم بالشريعة الإسلامية لأنّ الحكم الإسلامي هو العادل والأفضل.
المتهم الذي يحمل الجنسية الأسترالية والذي إلتزم دينيا على يد الشيخ عمر بكري فستق، رأى "أن الكافر هو كلّ شخص لا يؤمن بالله ورسوله"، واصفا من هو من غير المسلمين بـ "الكافر الذي لن يدخل الجنّة!"
كلام شوك استفزّ رئيس المحكمة العميد خليل ابراهيم الذي قاطع المُستجوب قائلا: "من أنت لتكفر النظام والأشخاص.. ما هي صفتك..أفكاركم تسمّم أفكار الآخرين، بتنا نخاف على مجتمعنا من أمثالكم". حاول شوك تبرير ما نطق به لسانه فقال: "أنا مسلم وقناعتي أن المسلم سيدخل الجنّة، نحن نعيش مع المسحيين بكل
أمان ونُحسن معاملتهم، مشكلتنا هي مع النظام وليس مع الأشخاص".
وبسؤال ابراهيم له: "أخبرني ماذا ستفعل إن خرجت من السجن؟"، ردّ: "سأتزوج وأسكن مع أهلي ولن أتخلّى عن عقيدتي".
ولدى طرح
ممثل النيابة العامة القاضي هاني الحجار سؤالا يتعلّق بمصير أي مسلم أو غير مسلم في موقع المسؤولية أو السلطة في
لبنان مثل رئيس المحكمة العميد ابراهيم مثلا؟، علّق الأخير قبل أن يجيب المتهم:"أنا شو بدّك فيني، أنا حلّلوا دمي من زمان"، فيما ردّ شوك: "نحن لا نكفّر أشخاصا". وباستيضاحه عن رأيه من موقف مفتي الجمهورية الذي أدلى به في شهر آب من العام الماضي وهو: "أنّ ما يميّز
لبنان عن باقي الدول العربية أنّ رئيس جمهوريته مسيحيا"؟ قال: "أنا لبناني أتقبّل الرئيس المسيحي ولكنّ غايتي غير ذلك، أنا اتفق مع دار الفتوى بشيء وأختلف معها بأشياء".
ونفى
المتهم قتاله ضد الجيش اللبناني في عرسال، مشيرا إلى أنّه يتفق مع المؤسسة
العسكرية فيما يتعلّق بحماية الوطن، مشيرا إلى أنّه تلقى التعليماته بالتوجّه إلى قلعة الحصن للمشاركة في المظاهرات وبعد نشوب المعارك هناك، شارك فيها وأصيب في قدمه، ليعود إلى
لبنان بعد سقوط القلعة حيث إلتقى بالمتهم الذي يحاكم غيابيا منذر الحسن، واجتمع بالمتهم السعودي فهد القرني في منزله في التبانة بوجود عدد من السوريين بعد تلقيه دعوى من أبو خالد السوري عبر الواتساب، نافيا مطالبتهم بأن يكون القرني أميرا على المجموعة وإنشاء خلايا نائمة تهدف إلى ضرب "حزب الله"، مشيرا إلى أنّه سمع بأنّ هذا "السيناريو" أدلى به القرني في وزارة الدفاع.
وأرجئت الجلسة لسماع مرافعة جهة الدفاع في 27 نيسان المقبل.