في البرازيل، حيث من المتوقع أن يفوز بالمنصب الأول فيها اللبناني ميشال تامر، سيصبح أول حاصل على الجنسية اللبنانية، يحتل المنصب الأول في دولة بهذا الحجم بالعالم، حيث عدد اللبنانيين فيها أكثر من 6 ملايين مغترب ومتحدر، مع الاشارة إلى أن عدد سكان البرازيل 206 ملايين، ومساحتها 8 ملايين و515 كيلومتراً مربعاً.
وحالياً، تامر نائب لرئيسة البرازيل، ديلما روسّيف، منذ فوزها بالرئاسة قبل 6 سنوات كأول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ بلاد الأمازون، ونائبها أيضاً منذ أعادوا انتخابها في 2014 لولاية ثانية من 4 سنوات.
التورط في فساد بشركة النفط الوطنية
بالعزل ستصبح ديلما فانا روسّيف، وهي بلغارية الأصل ولدت في 1947 بمدينة بيللو أوريزونتي، عاصمة ولاية "ميناس جيرايس" بالوسط البرازيلي، ثاني رئيس تعزله البلاد دستورياً، ولأسباب مشابهة تماماً لعزل الأول، أي فساد وركود في الاقتصاد مستفحل، أثار على روسّيف العزباء للآن، احتجاجات شعبية واسعة، كالتي انتهت في كانون الاول 1992 بتنحية الرئيس فرنندو كولور دي ميللو، فغادر القصر الرئاسي بالعاصمة برازيليا مرغماً، بعد أن بقي في السلطة 21 شهراً فقط.
سحب الثقة المرتقب هذا الأحد من ديلما روسّيف في مجلس النواب البرازيلي، هو مطلب شعبي عبر عنه البرازيليون باحتجاجات ضخمة في الشهرين الماضيين بشكل خاص، لأن بلاد أكبر اقتصاد بأميركا اللاتينية، مرت في عهدها بأسوأ أزمة سياسية واقتصادية، وكانت مرشحة للتصاعد أكثر مع اتساع نطاق تحقيقات بالفساد، اقتربت من الدائرة المحيطة بالرئيسة المتهمة بالتلاعب بالمال العام وحسابات الدولة، والتورط بفساد شمل حتى شركة النفط الوطنية Petrobras مع دوامة ركود محتدم، لم تعرف البرازيل له مثيلاً طوال 25 سنة مضت.
وكانت روسّيف عاندت بعض الشيء، ورفضت دعوات تطالبها بالإستقالة، وحمّلت معارضيها مسؤولية ما تلاها من أزمة أضرت بالاقتصاد، وقالت لصحافيين: "لا يحق لأحد المطالبة باستقالة رئيس منتخب بصورة شرعية" وألمحت بأنها لا تنوي ترك المنصب في معرض إنحائها باللائمة على خصوم سياسيين بأزمة سببت بتراجع الاقتصاد 3.8% العام الماضي، وهذه كانت شرارة أشعلت الغضب الشعبي عليها، فلم يجدوا حلاً لتتنحى إلا عنوة عبر الدستور، منادين بنائبها ميشال تامر رئيساً".
لم يبق حياً من الجميع إلا هو و3 أشقاء
تامر، محامٍ حامل بكالوريوس بالحقوق من جامعة سان باولو، ودكتوراه بالمادة نفسها من الجامعة الكاثوليكية في المدينة، وكان رئيساً لمجلس النواب 3 مرات، وللاختصار عن حياته، فهو يستعد لأداء اليمين الدستورية كرئيس جديد بعد تحويل نتيجة التصويت البرلماني الأحد إلى مجلس الشيوخ الذي لا يحتاج للموافقة إلا على أغلبية بسيطة تؤكد وسائل إعلام البرازيل أنها مضمونة منذ الآن، ولا حل لروسّيف سوى الاستقالة قبل إخراجها في أيار المقبل عنوة من القصر الرئيسي، ليقيم فيه نائبها كرئيس بديل.
وملخص التقرير، أن تامر هو أصلاً من قرية في "قضاء الكورة" بالشمال اللبناني، اسمها "بتعبورة" وهاجر منها والده، نخلة تامر، بأواخر 1925 إلى حيث كان شقيق له في البرازيل، وترك في "بتعبورة" زوجته كاترين وأم أولاده الثلاثة، ممن ولدوا فيها، ثم لحقت به العائلة بعد 3 أعوام، وفي البرازيل ولد له 5 أبناء آخرين، أصغرهم ميشال تامر، ولم يبق حياً من الجميع إلا هو و3 أشقاء.
وتعذب الأب المهاجر إلى برازيل ذلك الزمان كثيراً "لأنه لم يكن ملماً بكلمة من لغتها، ولا بمعلومات عنها، وكانت حال شقيقه الذي أغراه بالمجيء إليها غير ميسورة، لكنه وجد سلاحه بجمع القرش فوق الآخر، حتى أصبح لديه ما اشترى به مزرعة صغيرة، كان يبيع ما يحصده من زرع فيها، ثم بنى طاحونة للأرز والبن، ساعدته على تحسين أحواله" بحسب مقابلة قديمة أجرتها مجلة Veja البرازيلية مع تامر، وفيها قال إن الفرق بالسن بينه وكبرى أشقائه، وهي الراحلة سميّة، هو 23 سنة.
ملكة جمال سابقة تصغره بأكثر من 42 سنة
ميشال تامر، ولد في 1940 ببلدة Tietê في ولاية سان باولو، وهو الرئيس منذ 15 سنة لحزب مهم، أي "حزب الحركة الديمقراطية البرازيلية" المعروف بأحرف PMDB اختصاراً، وهو جدّ لخمسة أحفاد وأب لثلاث بنات وابنين، أصغرهم عمره 7 أعوام، وهو الوحيد من زوجته الحالية مارسيليا تيديشي أراووجو، المعروف بأنها ملكة جمال سابقة، اقترن بها في 2003 وتصغره بأكثر من 42 سنة، فيما له 3 بنات من زوجة سابقة، وابن من علاقة بصحافية لم يتزوجها.
ولم يقم أحد من أبنائه بزيارة لبنان حتى الآن، لكن تامر المعروف بأنه أحد أشهر الماسونيين في البرازيل، ذكر مراراً في مقابلات عدة، أن بعضهم "تواق لذلك وينتظر فرصة مناسبة". أما هو فلم ينتظر، وزار لبنان مرتين: في 1997 كرئيس لمجلس النواب، ورافقه اثنان من 3 أشقاء ولدوا فيه، وثانية في 2011 بدعوة رسمية، فبقي وزوجته 5 أيام، شارك أثناءها كنائب لرئيسة البرازيل باحتفالات لبنان بعيد استقلاله، ودشن وقتها ما سموه brasiliban أو "المركز الثقافي البرازيلي اللبناني" ومنحه الرئيس ميشال سليمان الجنسية اللبنانية.
في تلك الزيارة قام وزوجته بالعزيز عليه، وهي زيارة القرية التي ولد فيها معظم أفراد عائلته، ويعود بجذوره إليها، أي "بتعبورة" التي اتصلت "العربية" برئيس بلديتها بسام بربر، المحامي المقيم في بيروت التي يتابع منها الوصول المرتقب لابن قريته إلى رئاسة خامس دولة مساحة وبالسكان في العالم، فذكر أن في القرية التي وعد بأنها ستنظم مهرجاناً تكريمياً للمناسبة، شارع يحمل اسم ميشال تامر، كما فيها نصب تذكاري لأبيه، كتبوا فيه "هنا ولد نخلة تامر، والد ميشال تامر، رئيس جمهورية البرازيل" وأقاموه في 2011 حين زيارته الثانية للقرية التي "سندعوه ليزورها هذه المرة كرئيس للبرازيل" وفق تعبيره عبر الهاتف.
(
العربية)