رأى الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله أن "انتصار المقاومة في حرب تموز جاء من خارج السنن الطبيعية"، موضحاً أن حزب الله "بذل جهداً وعمل على تأمين الصواريخ التي تطال حيفا وما بعد حيفا وهي صناعة سورية وصناعة محلية، ومؤكداً أنه "اذا حدثت حرب جديدة على لبنان فالمقاومة ستنتصر".
وفي مقابلة مع قناة المنار، لفت نصرالله الى أن "هناك مقاومة شعبية بوجه اسرائيل وكان هناك قرار دولي بسحق هذه المقاومة"، وأضاف "حجم النار الذي ألقي على رؤوسنا خلال حرب تموز يزيد عما ألقته اسرائيل في كل
الحروب العربية - الاسرائيلية بقرار دولي واقليمي لسحق المقاومة"، وأشار الى أنه "في حرب تموز أهدينا النصر للجميع واسرائيل تعترف بالهزيمة ولكن في لبنان وبعض الدول
العربية من يكابر ولا يعترف بنصرنا"، وأكد أن "الحكومة
اللبنانية في حرب تموز 2006 لا تمت للمقاومة بصلّة".
الحكومة
اللبنانية لم توافق على وقف حرب تموز
وإذ أشار الى أن "هناك من ينكر علينا النصر في لبنان في
مقابل أن اسرائيل تحيي هذه الذكرى وتأخذ العبر والدروس منها"، كشف أنه "خلال الحرب اتصلت إحدى السفارات الأوروبية بمسؤول
العلاقات الدولية في حزب الله آنذاك السيد نواف الموسوي لايجاد مخرج مع الحكومة
اللبنانية لوقف الحرب حيث كان الكل موافق على ايقاف الحرب ولم يبق إلاّ الحكومة اللبنانية".
السلطة.. حرب داخلية
وأوضح نصرالله أن حزب الله "لم يطالب بعد انتصار عام 2006 بالسلطة في لبنان لأن ذلك كان سيؤدي إلى حرب داخلية"، قال "كنا نريد في حرب تموز أن لا تكبر الاحقاد الداخلية ونحافظ على الوحدة الوطنية وعدم فتح باب للكراهية لكن للأسف فإن الطرف الاخر يعمل العكس منذ عام 2005"، وأضاف "خطابنا دائماً أن لا خيار أمامنا إلاّ بوحدة اللبنانيين والدليل على ذلك أنه لا مشكلة لدي بأن أكون في حكومة واحدة مع تيار "المستقبل".
وأشار الى أن "هناك في البلد تركيبة طائفية وهناك طبقة سياسية متمسكة بالسلطة وهذه الطبقة نهبت البلد"، ولفت الى أنه "لا يدفع الفاسد بما هو أفسد وبالتالي لا يمكننا أن نواجه الفساد عبر أن نأخذ البلد إلى حرب اهلية".
لست مختبئاً
ورداً على سؤال، قال نصرالله: "البعض يعتبر أن انتصار اسرائيل اجبر قيادات في حزب الله على الاختباء"، مشدداً على انه بعد الحرب زار البقاع والجنوب وكل المناطق، وتابع: "استقبلت الجميع بعد الحرب من وفود وسياسيين واصدقاء واعيش حياتي الطبيعية ولست مختبئاً ولا أعيش في ملجأ"ـ
واكد أن الانقسام الوطني يسيء الى كل اللبنانيين، وتابع: "لطالما كان تيار المستقبل يهاجمنا ويسيء الينا وعند تشكيل الحكومة يسعى الى التفاهم معنا فمن الطبيعي أن تهتز قاعدته بينما نحن من الأول فخطابنا واحداً ويدعو الى وحدة اللبنانيين".
لو استطيع الذهاب الى طاولة الحوار لذهبت
واكد ان هناك استقرار في لبنان لم يسبق له مثيل بعد حرب تموز ولولا تضحيات الجيش ورجال المقاومة لكان لبنان دخل في الفوضى، مضيفاً: "من أجل هذا البلد وشعبه نقدّم دماً ومستعدين للجلوس مع أخصامنا ولا اتنقل بسبب الأوضاع الأمنية"، وتابع: "أنا لو استطيع الذهاب الى طاولة الحوار لذهبت وفي السابق جلسنا على الطاولة مع اشخاص تأمروا علينا في حرب تموز وإذا مصلحة البلد تفرض علينا ذلك فلا مشكلة لدينا".
واوضح انه في حرب تموز أصدر رئيس الحكومة قرار للجيش بمصادرة الشاحنات التي تنقل السلاح وتدخل الرئيس اميل لحود والرئيس نبيه بري، قائلا: "لقد قمنا بالتهديد للرد على القرار السياسي الذي اتخذ بمصادرة الشاحنات لأن اذا استمر هذا العمل كان سياخذ البلد إلى مكان خطير"، معتبراً ان "هناك وكيل يحمي اسرائيل وهو الوكيل
العربي والتكفيري".
وشدد على ان الجيش يستطيع مكافحة الارهابيين في عرسال لكن ما يمنعه هو قرار سياسي و"النصرة" لديها حلفاء في الحكومة
اللبنانية، مشيراً الى ان مشروع "داعش" لا مستقبل له والأمة تدفع ثمناً غالياً.
اكتسبنا خبرات في سوريا
وعن التقارب التركي الروسي قال نصرالله "اذا اقتنع التركي بأن المشروع في سوريا قد انتهى نكون قد احرزنا تقدماً لأنه سيتوقف وصول المسلحين من الحدود"، واضاف "التركي يجب أن يقبل أن مشروع الحرب في سوريا انتهى وأنه لا يمكن الدخول الى المسجد الأموي وعليه أن يمشي في الحل السياسي".
وحول ما يقوله "الاسرائيلي بأننا اكتسبنا خبرات كبيرة بسبب الحرب السورية واستفدنا من الكثير من الخبرات الهجومية"، قال نصرالله "عندما نقاتل في سوريا كتشكيل كبير متنوع الاسلحة ونشارك في أعمال قتالية كبيرة وواسعة ونخرج المسلحين من مساحات جغرافية واسعة يعني أننا نكتسب خبرات كبيرة"، وأضاف "إذا طلبنا من عناصرنا دخول الجليل فلدينا الكثير من الخبرات اكتسبناها من الحرب في سوريا".
واعتبر أنه "إذا عمّت الفوضى كل المنطقة اسرائيل ستكون الخاسرة الأولى"، وقال: "إذا عمّت الفوضى في كل المنطقة فانها سوف تأكل إسرائيل وسوف تأكل المصالح الأميركية في نهاية المطاف"، وأضاف: "الإسرائيلي سيأخذ أغراضه ويخرج من فلسطين ونتيجة تطورات قد تحصل لن يكون للصهاينة أي مستقبل في المنطقة".
وعن محاولة توصيف المعركة بأنها سنية شيعية، قال السيد نصرالله أن "هذا الامر غير صحيح"، وأضاف "الحديث عن الانقسام السني الشيعي الحاد هو مبالغة كبيرة وهناك من يعمل على إظهار ذلك ويحرض عليه ومن عمل على ذلك هي وسائل الاعلام الخليجية والعربية"، وتابع قائلاً "اعتقد ان الوضع ليس مأساوياً كما يصور في وسائل الاعلام عن الوحدة الاسلامية".