"بنية جيولوجية معقدة".. خلاصة تظهر في أكثر من دراسة علمية تبحث عن جواب لسؤال يطرحه المغاربة: متى نصبح دولة نفطية؟
آخر هذه الخلاصات وردت على لسان نائب رئيس جمعية الجيولوجيين والجيوفيزيائيين في إسبانيا، خورخي نافارو، الذي صرح لموقع "إل إيكونوميستا" الإسباني الأسبوع الماضي أن العديد من الشركات النفطية استنأفت أنشطة التنقيب في المناطق البحرية بالمغرب في السنوات الماضية لكن "النتائج في الغالب مخيبة للآمال" لأسباب بينها جيولوجيا الحقول المكتشفة وبنية "الصخور المعقدة" التي تصعب عمليات الاكتشاف.
تعقيدات جيولوجية
ويشير تقرير صادر عن جمعية الجيولوجيين والجيوفيزيائيين في إسبانيا أن شركات النفط كثفت عمليات التنقيب في المغرب في السنوات الأخيرة.
وبالفعل، تظهر بيانات المكتب الوطني للهيدروكاربرات والمعادن، وهو الهيئة الحكومية المغربية الموكول إليها مهام متابعة عمليات التنقيب عن النفط والغاز، رفع وتيرة عمليات التنقيب في العقد الأخير.
عمليات التنقيب تلك أفضت إلى اكتشافات نفطية في مواقع مختلفة بالعرائش (شمال) وتندرارة (شرق) فضلا عن مواقع بالجنوب، لكن تبين لاحقا أن ما عثر عليه أقل من المتوقع.
ففي آب 2024، بدأت شركتا "إنيرجين" و"شاريوت" حفر بئر قبالة سواحل العرائش باستخدام السفينة من الجيل السادس "Stena Forth". غير أن عملية الحفر انتهت شهرا بعد ذلك بعدما ظهر أن كميات الغاز المكتشفة كانت أقل بكثير من التوقعات السابقة، وفق جمعية الجيولوجيين والجيوفيزيائيين في إسبانيا.
دراسة مفصلة رسمية صادرة عن المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن كشفت أن بعض المناطق التي تجري بها عمليات تنقيب "تتميز بوجود بنية جيولوجية معقدة، مما يصعب عملية الاستكشاف".
هذه النقطة بالتحديد كانت قد وردت في تقارير ودراسات سابقة أوصت السلطات المشرفة على التنقيب عن المحروقات بالسعي لتجاوزها باعتماد "طرق جديدة".
خريطة التنقيب
لحد الآن توجد ثلاثة أحواض إنتاج نفط في المغرب هي الصويرة، وتندرارة، والرباط.
وتقع غالبية الحقول في البلد على اليابسة، غير أن كميات الهيدروكربونات المكتشفة والمنتجة في هذه الأحواض منخفضة جدًا مقارنة بمساحتها الشاسعة، وفق دراسة لمجلسة "جيو إكسبرو" المتخصصة في الطاقة.
وتبرر دراسات صعوبات العثور على آبار نفط كبرى في المغرب لحد الساعة بـ"التاريخ التكتوني المعقد للمغرب"، إذ دراسة جيولوجية أميركية إلى أن الحركات التكتونية بين الصفيحتين الإفريقية والأميركية أدت إلى تشكيل "طيات تعمل على حصر الهيدروكربونات" وتصعب عملية التنقب عنها.