أدى الطلب المتزايد على أدوات الذكاء الاصطناعي، خاصة مع انتشار الذكاء الاصطناعي التوليدي، إلى تفاقم الضغط على موارد
المياه المستخدمة في تبريد مراكز البيانات. ويواجه مشغلو هذه المراكز دعوات متزايدة لتحسين كفاءة استهلاك
المياه والخضوع لتنظيمات أكثر صرامة.
في ولاية فرجينيا الأميركية، قُدّم مشروع قانون جديد يسمح للبلديات بإلزام مراكز البيانات بالإفصاح عن استهلاكها للمياه كجزء من متطلبات البناء، نظرًا لمخاوف متزايدة بشأن استنزاف الموارد المائية. وتعتبر فرجينيا موطنًا لأحد أكبر تجمعات مراكز البيانات في العالم، والتي تستخدمها
شركات كبرى مثل "أمازون" و"غوغل" و"مايكروسوفت".
تشير التقديرات إلى أن معالجة البيانات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي قد تستهلك ما بين 4.2 و6.6 مليار متر مكعب من
المياه عالميًا بحلول عام 2027. وفي ظل استمرار حالات الجفاف في
الولايات المتحدة، يتزايد القلق بشأن تأثير استهلاك مراكز البيانات للمياه على المجتمعات المحلية.
استجابةً لهذه الضغوط، بدأت بعض الشركات في اتخاذ تدابير للحفاظ على
المياه، مثل شركة "Equinix"، التي تدرس توافر
المياه عند اختيار مواقع مراكز البيانات الجديدة. كما أعلنت "مايكروسوفت" عن تصميم جديد لمراكز البيانات يمنع فقدان
المياه عبر التبخر، ما قد يوفر أكثر من 125 مليون لتر من
المياه سنويًا لكل منشأة.
ومع ذلك، يرى الخبراء أن الاعتماد على الابتكار وحده ليس كافيًا لحل المشكلة، داعين إلى تدخل الحكومات من خلال وضع لوائح تنظم مواقع مراكز البيانات وتقلل من تأثيرها على موارد
المياه المحلية. (العربية)