سوق الإعلانات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: من المستفيد؟

في الوقت الذي تحصد فيه عاصمة التكنولوجيا العالمية "السيليكون فالي" أرباح سوق الإعلانات عالمياً، لا يزال اللاعبون الإقليميون يتقدّمون ببطء في هذا المجال.

منذ أقلّ من أربع سنوات، وفي العام 2015 تحديداً، بلغ حجم إجمالي سوق الإعلانات قي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 5.5 مليار دولار أميركي. على الرغم من النمو الذي حققته الصناعة الرقمية منذ ذلك الحين، بقي أداؤها بطيئاً بالمقارنة مع صناعة المطبوعات.

وفي ظلّ التغيّرات الهائلة حالياً، بالكاد تخطّت نسبة سوق الإعلانات الرقمية الـ10%، بينما حافظت سوق المطبوعات على قوّتها بنسبة بلغت 35%.

ولكن، يبقى السؤال الحقيقي: من هو المستفيد من صناعة الإعلانات في المنطقة؟

في الواقع، وكما هي الحال في أي مكان آخر من العالم، "السيليكون فالي" هي الإجابة من دون أدنى شكّ .ففي نهاية المطاف، تذهب الأرباح الحقيقية إلى أولئك الذين يملكون الوسائط، أي غوغل وفيسبوك وأمازون.

مع ذلك، نجح اللاعبون الإقليميون في تحقيق أرباح كبيرة بصفتهم "وسطاء"، على حدّ التعبير التقني.

أمّا الوسائل التي تتيح لشركات محلية كسب أموال من جرّاء القيام بإعلانات عبر منصّات ضخمة، فهي متنوّعة ومتعدّدة. في الواقع، يمكنها أن تعرض على شركات محلية شراء مساحة إعلانية لصالحها، كما يمكنها أن تتعاون مع شركات الـأوف شور لتمثيلها في المنطقة وإجراء عمليات بيع بالنيابة عنها.

في هذا السياق، JGroup هي واحدة من تلك الشركات، وهي مجموعة قابضة يرأسها رجل الأعمال اللبناني عماد جمعة.

بالإضافة إلى قيام هذه الشركة ببيع مساحات إعلانية على شبكتها الخاصة والواسعة من اللوحات الإعلانية في المنطقة عبر شركتها التابعة Promomedia، تقوم هذه المجموعة الضخمة بتمثيل عدد من شبكات إعلامية في المنطقة بحيث تتولّى بيع إعلانات بالنيابة عنها، ومن بينها BeIN Sports، قناة "الجديد" اللبنانية الشهيرة، قناة السومرية العراقية وقناة الشرقية، بالإضافة إلى تطبيقي Shazam وSnapchat ومنصتيّ Sizmek وBucksense.

أمّا Digital Venture، فهي شركة أخرى من ضمن مجموعة JGroup تتولّى القيام بعمليات بيع مساحات إعلانية وإعادة بيعها عبر الوسائط الرقمية.
على الرغم من نشوء الكثير من شركات التسويق والإعلانات الرقمية في المنطقة واعتمادها على هذه الصناعة المزدهرة، قلّة فقط تمتّعت بالتبصّر والحكمة اللازمين للسير على خطى JGroup.
في حين يدفع فيسبوك وغوغل المال لتحديث منصّاتهما وتحسينها، وبينما تنفق الوكالات الإعلانية الأموال على القوة العاملة والمواهب، يبقى الوسيط الطرف الذي يحقّق الربح الأكبر بأدنى كلفة.