Advertisement

إقتصاد

لبنان في دائرة المحظور: الدولار نحو الـ3000 ليرة.. وماذا عن المؤسسات؟

محمد الجنون Mohammad El Jannoun

|
Lebanon 24
09-01-2020 | 12:36
A-
A+
Doc-P-662612-637141956125298095.jpg
Doc-P-662612-637141956125298095.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
لأوّل مرّة منذ بداية الأزمة المالية في لبنان قبل 4 أشهر، وسعر صرف الليرة أمام الدولار الأميركي يتخطّى حدود الـ2300 ليرة لبنانية لدى الصرافين. فعلياً، فإنّ كلّ ما يحصل يكشف عن تدهورٍ أكبر قد يحصل في الأيام القليلة المقبلة، والأمر مرهون بشكل كبير بالمسار السياسي المرتبط بالحكومة، والذي كشفت كل المعطيات بشأنه أنه عاد إلى المربّع الأوّل. 
Advertisement

وعلى أرض الواقع، فإنّ سبب صعود الدولار اليوم بهذا الحدّ الكبير، سببه المعطى السياسي المتعلق بتشكيل الحكومة فقط لا غير، إذ أنّه ما من تحوّل مالي أو اقتصادي مفاجئ حصل بين ليلة وضحاها ليؤسس لتغير كبير في سعر الصرف، كما أنّ الحديث عن إفلاس المصارف ليس إلا "خزعبلات" لتخويف الناس أكثر. ولذلك، فإنّ العديد من الخبراء يؤكّدون أنّ "أول سبب لصعود الدولار هو هلع الناس، كما أن الحديث عن شحّ في السيولة قد يكون أقرب للواقع، في حين أنّ الدولار متوفر ولكن بحدّ مقبول، والدليل الأكبر على ذلك أنّ الصرافين يملكون من الدولار ما يكفي لتحريك السوق". وعلى صعيد الأرقام بحسب الخبراء، فإنّ مصرف لبنان يضم أكثر من 50% من ودائع المصارف، لكنّ الأرقام المعلنة بشأن الاحتياطي من الدولار من قبل مصرف لبنان يفتح الباب أمام تساؤلات كبيرة عن مدى حقيقتها". 

وفي هذا الصدد، تقول المصادر أنّ "مجموعة كبيرة من الصرافين تعمد إلى الإتيان بالدولار من المصارف بناء لإتفاق مسبق، لبيعه وتقاسم فرق العمولة بينهم وبين المصرف"، موضحة أنّ "هناك عمليات تهريب حصلت عبر الحدود مع سوريا، كما أن هناك بعض التحويلات الخارجية غير الخاضعة للقيود، تساهم في ضخّ الدولار في السوق". ووفقاً للخبراء، فإنّ "الدولار بسبب خوف الناس قد يصل إلى 3000 آلاف ليرة وأكثر من ذلك، مع استمرار المماطلة في تشكيل الحكومة، وهنا الأمر الأخطر، حيث سيكون لبنان أمام كارثة كبيرة وفادحة". 

ومع هذا، فإنّ العامل الأبرز لعدم وصول الدولار إلى هذا الحدّ، هو إقتناع الناس بأنّ الأزمة مفتعلة، كما أن الصرافين يستغلون المخاوف القائمة من تدهور العملة لرفع سعر صرف الدولار. وحالياً، فإن ما زاد الطين بلة على هذا الصعيد هو أنه، وبحسب التقديرات، بلغت الإيداعات المسحوبة من المصارف والمخبأة في المنازل نحو 6 مليار دولار مع بداية العام 2020، وجميع هذه الأموال خرجت من التداول من السوق الإقتصادية، ولو أعيد ضخّها من جديد، لكان سعر صرف الدولار تراجع بشكل كبير". 

في غضون ذلك، تبرز مسألة تدخّل المصرف المركزي مع الصيارفة للحدّ من المضاربات في الأسواق، ولوضع حدّ للتفاوت في سعر الدولار. وفعلياً، فإنّ مصرف لبنان لن يتدخّل أبداً مع الصرافين باعتبار أنهم لا يمثلون سوى نسبة قليلة من حجم التبادل المالي داخل البلد، وبالتالي فإنّ المصرف المركزي حينما سيتدخل، سيكون التعاطي مباشراً مع المصارف التي ستزيد من قيودها على سحوبات الودائع أكثر خلال الأيام المقبلة. ومن المرجّح في حال تدخل المصرف المركزي لضخّ الدولار في السوق كما يجب، أن يعود سعر الصرف إلى الـ1500 ليرة لبنانية وربما أدنى، لكن هذا السيناريو لن يكون قابلاً للتطبيق، إذ أنّ الهدف هو العمل على استرداد الإيداعات الخاصة بالناس المفقودة من المصارف، والسعي لتخفيض قيمة الرواتب في القطاعين العام والخاص لاسترداد سلسلة الرتب والرواتب.

وإلى جانب التلاعب الأكبر بسعر الصرف، فإنّ هناك العديد من الصرافين باتوا يلجأون إلى صرف شيكات بالدولار، وهي التي تعرف بشيكات "بانكير – Banqer". المعطيات كشفت أنّ "الصرافين يقومون بتسليم قيمة المبلغ المنصوص عليه في الشيك مع اقتطاع نسبة 20% منه وأكثر، وهو النسبة المقسومة بين الصراف والمصرف الذي يعود إليه أمر صرف هذا الشيك". وإزاء كل ذلك، فإنّ ما يحصل بشأن سعر صرف الدولار سينعكس بشكل كبير على السوق الإستهلاكية، حيث أن الأسعار  سترتفع أكثر، الأمر الذي سيدفع بالعديد من المؤسسات إلى إعلان إقفالها بسبب عدم قدرتها على الصمود أمام الفرق في سعر الدولار.
المصدر: خاص لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك