يواصل لبنان تخبّطه في ظل أزمة شح الدولار. وفي هذا الإطار، كتب بيير غانم في "العربية" تحت عنوان "صندوق النقد يحذر من التوتر بسبب إيران ومديرته قلقة من لبنان": "أطلق "صندوق النقد الدولي" تحذيرات متكررة من استمرار الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط، وقالت المديرة التنفيذية كريستالينا جورجيفا إن صندوق النقد يودّ رؤية هذه الاضطرابات وهي تتراجع".
وتابع غانم: "تحدثت جورجيفا عن هذه الضرورة في طاولة مستديرة دُعت إليها مع مجموعة من الصحافيين من حول العالم الجمعة، وكان من المُلاحظ أن هذه الدعوات لخفض التوتر شملت أيضاً باقي أطراف العالم.
كان تقرير "آفاق الاقتصاد" للعام 2020 قدّر أن يبلغ النمو في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى 2.8%، كما أورد "أن الآفاق ضعيفة في عدة اقتصادات بسبب تصاعد التوترات الجغرافية - السياسية" مثلماً في إيران، و"القلاقل الاجتماعية ومنها ما يشهده العراق ولبنان، والصراع الأهلي في ليبيا وسوريا واليمن".
في ما يتعلّق بلبنان، عبّرت المديرة التنفيذية لـ"صندوق النقد الدولي" عن قلق كبير "بسبب الوضع الصعب الذي يجد فيه ذاته"، وأضافت أن "الوضع صعب اقتصادياً، وهو كان صعباً كثيراً سياسياً". وفيما أشارت إلى أن ليس لدى صندوق النقد أي خطوات عملية متفق عليها الآن مع لبنان، كررت "إننا قلقون كثيراً بجد ونشعر بالخطورة بشأن الوضع في لبنان".
هل طلب لبنان مساعدة صندوق النقد؟
أعلن المتحدث باسم صندوق النقد الدولي أمس أن لبنان الذي يواجه أوضاعاً اقتصادية صعبة، لم يطلب خطة مساعدة مالية من المؤسسة النقدية.
وصرح جيري رايس خلال مؤتمر صحافي: "لم تقدم الحكومة اللبنانية طلبا للحصول على مساعدة مالية"، مضيفاً: "لكننا نقدم مساعدة تقنية" وموضحا أن الأمر يتعلق مثلاً بتقديم استشارات في مجال الخبرات الاقتصادية ودعم المؤسسات. وتابع "لكنني أريد التمييز بين الأمرين".
وكان وزير المال غازي وزني التقى السبت الماضي نائب مدير المكتب التنفيذي للدول العربية في صندوق النقد الدولي سامي جدع، وكان أكد في حينها أنها زيارة "مجاملة".
وبحسب توصيات صندوق النقد التي نشرت في 2019 على لبنان رفع ضريبة القيمة المضافة وقطع المساعدات عن شركة كهرباء لبنان واتخاذ تدابير ملموسة لمكافحة الفساد وتطبيق اصلاحات بنيوية. وأمس، لفتت صحيفة "الأخبار" إلى أن صندوق النقد الدولي يعتبر أن سعر صرف الدولار الفعلي يصل إلى 3000 ليرة، علماً أنّه يتم تداول الدولار بـ 2150 ليرة.
كورونا.. عنصر خطير
كان من الملاحظ جداً أن "صندوق النقد الدولي" يأخذ مضاعفات وانتشار فيروس كورونا محمل الجدّ وسيكون له مضاعفات خصوصاً على الصين، وقدّرت كريستالينا جورجيفا أن ذلك سيكون له تأثير على الاقتصاد العالمي. وهي اعتبرت أن فيروس كورونا، إلى جانب اندلاع الحرائق في أستراليا والاضطراب في الشرق الأوسط يزيد من نسبة القلق، ودعت واضعي السياسات إلى الامتناع عن زيادة نسبة القلق هذه وإضافة المزيد من النشاط في مواجهة المخاطر، بحسب ما لفت غانم.