Advertisement

إقتصاد

عندما تَدَهوَر الدولار أمام الليرة.. لهذه الأسباب حرّروا العملة الخضراء

Lebanon 24
29-11-2020 | 23:37
A-
A+
Doc-P-770516-637423150966558208.jpg
Doc-P-770516-637423150966558208.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتب منير راشد في صحيفة "الأخبار" تحت عنوان " فوائد سعر الصرف الحر": " لقد حاولت دول عديدة خلال فترات مختلفة اتّباع سياسة قمع ومجابهة قوّة السوق المالية والسلعية وقامت بتحديد سعر الصرف لعملتها إفرادياً أو ضمن مجموعة دول. لكن هذه المحاولات باءت بالفشل في آخر المطاف، ومن أهمها محاولة اتّفاقية بريتون وودز برعاية صندوق النقد الدولي بعد الحرب العالمية الثانية التي سعت إلى ربط معظم عملات العالم مع الدولار من خلال تثبيت الدولار مقابل الذهب على أساس 35 دولاراً للأونصة الواحدة، وربط العملات الأُخرى بالدولار. سُمِّي هذا النظام معيار بريتون وودز الذهبي، وتَوجَّب على الدول المنضوية في هذه الاتفاقية أن تحافظ على سعر عملتها ضمن حدود 1%، بينما توجّب على الدول الراغبة بتعديل سعر صرف عملتها خارج هذا النطاق، أن تحظى بموافقة الصندوق مسبقاً.
Advertisement

سخر بعض أشهر الاقتصاديين من هذا النظام وتوقّعوا له الفشل. وبالفعل، في عام 1971 تدهور سعر الدولار (حتى مقابل الليرة اللبنانية) وفُكّ ارتباطه بالذهب وتخلّى النظام المالي العالمي عن هذه الاتفاقية. لبنان آنذاك رفض الانضمام إلى هذه الاتفاقية، بل كان من الدول الفريدة التي اقتنعت بفوائد سعر الصرف المرن وأدرك الضرر الذي قد ينتج عن نظام الأسعار المثبتة. وأصبح لبنان مثالاً للإدارة الحكيمة لسعر الصرف. حتى خلال الحرب الأهلية القاسية، ورغم الانخفاض الهائل لليرة وخسارة مصرف لبنان لمعظم احتياطه، استمرّت الثقة بالمصارف، وهذه الأخير التزمت بحقوق المودعين لأن سعر صرف الليرة الحرّ آنذاك كان يتغيّر فوراً ليحقّق التوازن في السوق النقدية للعملات الأجنبية. فمن له ودائع في المصارف بالدولار لم يفقد الثقة لأنه كان يعلم أن بإمكانه الحصول على ودائعه بسعر السوق.

لكن لبنان حاد عن فلسفة سعر الصرف الحر واستعاض عنها بسياسة سعر الصرف الثابت بقرار حكومي منذ عام 1997. وأخذ الأثر السلبي لهذه السياسة البديلة يظهر بإضعاف الاقتصاد اللبناني تدريجاً، وفي تحويله من اقتصاد داعم للإنتاج المحلي إلى اقتصاد «ريعي» داعم للاستهلاك ولا سيما للواردات. وخسر الاقتصاد قدرته التنافسية حتى في السياحة. ولم تُعوِّض عن ذلك السياسات المالية والاقتصادية بل أرهقته وساهمت مباشرة في تدنّي أدائه وأداء ميزان مدفوعاته.
إن سعر الصرف الثابت يُوهم بأن الاقتصاد بخير نظراً إلى بخس أسعار السلع والخدمات المستوردة. في المقابل، إن سعر الصرف المحرّر لليرة اللبنانية يلعب دوراً مغايراً، فيحافظ على القدرة التنافسية للاقتصاد وعلى إنتاجه الحقيقي ويكون «باروميتراً» لأداء الاقتصاد. عندما تكون سياسات القطاع العام وكذلك القطاع الخاص خاطئة ينعكس ضعف الأداء بانخفاض سعر الصرف ويكون مؤشّراً واضحاً للحاجة الفورية للإصلاح بالعودة إلى السياسات الصحيحة. لذا نرى أن الاقتصادات الناجحة تتبع سياسة سعر صرف حرّ أو مرن، وخصوصاً بعد فشل نظام بريتون وودز. ولتفادي التقلّبات الاستثنائية ينحسر دور المصارف المركزية بالحفاظ على تغيير تدريجي في سعر العملة من خلال التعاون مع السياسة المالية في إدارة سيولة العملة المحلية.
لذا، يصبح تحرير سعر الصرف من الضروريات لأننا لا نستطيع العودة إلى الوراء بإصلاح الأخطاء الماضية وأهمّها العجز المالي الفاحش والدين العام المتراكمين خلال ثلاثة عقود، واللذَين أوقعا الاقتصاد في الهوّة حتى بات غير ممكن إنقاذه من دون تحرير سعر الصرف وتطبيقه على جميع السلع والخدمات.
إن تحرير سعر الصرف (وتوحيده كنتيجة حتمية) هو من أهم أدوات الإصلاح الذاتية ويكون أثرها إيجابياً وفورياً. إن سعر الصرف المحرّر يفيد الإنتاج المحلي من خلال إعادة القدرة التنافسية للاقتصاد، ويخلق وظائف جديدة في فترة وجيزة لا نستطيع أن نحقّقها بالمساعدات الخارجية لبطء تنفيذها وعبء سدادها.
كما أن سعر الصرف الحرّ يعطي دوراً فاعلاً للسياسة النقدية للبنك المركزي، بينما السعر الثابت يُقيّد قدرة البنك المركزي على اتباع سياسة نقدية تستهدف النمو المستدام للاقتصاد، إذ يتوجب عليه استعمال احتياطه من العملة الصعبة للحفاظ على سعر الصرف المحدد. إضافة إلى أنه لن تكون هناك حاجة لتخزين النقد الأجنبي، بل ستُخوّل المصارف باستعمال أصولها الأجنبية". لقراءة المقال كاملاً إضغط هنا.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك