تفقد عملة بتكوين تدريجياً غالبية المكاسب التي حقّقَتها منذ بداية عام 2021، حتى أصحبت أرباحها أقلّ من المحققة من خلال الاستثمار في الأصول التقليدية، إذ تكافح العملات المشفرة لتجاوز خسائرها في مايو.
انخفضت أكبر عملة مشفرة بنسبة 6% تقريباً خلال عمليات التداول بآسيا اليوم الثلاثاء ووصلت إلى أدنى مستوى في أسبوعين عند 33 ألف دولار بحلول 1:07 مساءً في هونغ كونغ (بالتوقيت المحلي).
وانخفض مؤشر "بلومبرغ غالاكسي" للعملات المشفرة الأوسع بنسبة 10 %.
لا تزال "بتكوين" مرتفعة بنسبة 14% منذ بداية 2021، لكنها دون مستوى العوائد على السلع بالإضافة إلى بعض مقاييس الأسهم الأوروبية والآسيوية.
لم يتضح السبب المباشر لتراجع بتكوين يوم الثلاثاء، في حين كشفت نظرية استرداد فدية مدفوعة بعملة بتكوين دفعتها شركة أمريكية لقراصنة، أن العملة المشفرة لا تخرج عن السيطرة الرسمية إلى الحد الذي يدّعيه أكبر مؤيديها.
قال جيفري هالي، كبير محللي السوق في "أواندا" (Oanda)، إن المحققين "يمكنهم تتبُّع ما لا يمكن تعقُّبه ومصادرة (قيمة الفدية) قد تقوّض قضية التحرّر، وعدم الخضوع للسيطرة الحكومية"، مضيفاً أن تداعيات ذلك (مصادرة قيمة فدية مدفوعة بعملة بتكوين) قد تكون أثارت موجة بيع.
واستعادت الولايات المتحدة تقريباً قيمة الفدية المدفوعة بعملة بتكوين لمنفذي الهجوم الإلكتروني على شركة " كولونيال بايبلاين" (Colonial Pipeline Co) الشهر الماضي، في إشارة إلى أن سلطات إنفاذ القانون قادرة على ملاحقة المجرمين عبر الإنترنت حتى عندما يعملون خارج حدود الدولة.
يراقب الاستراتيجيون مثل هالي وريش روس في "إيفركور آي إس آي" المستويات الفنية الرئيسية لعملة بتكوين، فيقول هالي إن تراجع بتكوين دون حاجز 30 ألف دولار قد يؤدّي إلى " تراجعات أخرى"، فيما يرى روس أن بتكوين قد تختبر مستوى الدعم عند نحو 29 ألف دولار.
تراجعت بتكوين من ذروة صعودها عند 65 ألف دولار تقريباً في منتصف أبريل، مما ألقى بظلاله على قطاع العملات المشفرة.
تسارعت وتيرة البيع بسبب انتقاد الملياردير إيلون ماسك علانية كمية الطاقة التي تستخدمها الخوادم التي تدعم العملة المشفرة، كما أدّت الرقابة التنظيمية الصينية القاسية إلى تراجع معنويات المتعاملين تجاه بتكوين.
قال فيجاي أيار، رئيس آسيا والمحيط الهادئ في بورصة العملات المشفرة "لونو بي تي إي" (Luno Pte)، إن العملة الافتراضية -التي تضاعفت أكثر من ثلاث مرات خلال 2020- تشهد حالياً "فترة تهدئة" قد تستمر "بضعة أشهر".