كتبت ندى عبد الرزاق في "الديار": باتت مشروبات الطاقة رائجة بكثرة ومنتشرة بين كل الفئات العمرية، وعلى نحو خاص المراهقين والطلاب، إما بسبب توافرها في اغلب المحلات التجارية، او نتيجة الترويج لها عبر منصات التواصل الاجتماعي على انها ذات قدرة على منح مستهلكيها طاقة لا مثيل لها.
تشتمل مشروبات الطاقة على نسبة عالية من الكافيين، وهي مادة غير صحية او ملائمة للأطفال والمراهقين، وتؤدي الى القلق والارق وعدم القدرة على النوم، ومشاكل في القلب وارتفاع ضغط الدم، إضافة الى الاضرار الجسيمة في الدماغ والعضلات ونمو العظام، كذلك تحتوي على كميات كبيرة من السكر المضاف. لهذا قد يزيد خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري وتسوس الاسنان وزيادة الوزن وخطر الوفاة المبكرة.
وفي هذا السياق، اثار مشروب جديد قلق الخبراء، حيث يتهافت عليه الأطفال في اميركا والعالم بكثافة، منذ ان أطلقه عدد من المؤثرين على "اليوتيوب"، نظرا لاحتوائه على كميات عالية جدا من الكافيين.
وفي الإطار، قام نجما "يوتيوب" الشهيران البريطاني "كيه اس أي" والأميركي لوغان بول، بإطلاق مشروب اسمه "برايم" في عام 2022، ولم يكن اول صنف من "برايم هايدريشن" الذي يشتمل على نسبة عالية من مادة "البُنِّين". الا ان نوعا ثانيا أطلق هذه السنة اسمه "برايم انرجي"، وكل "قنينة" من هذا المشروب تحتوي على 200 مليغرام من الكافيين، أي أكثر بكثير من المليغرامات الثلاثين التي تضمها عبوة الكوكاكولا، و80 مليغراما في الـ "رد بول".
على خطٍ صحي موازٍ، حذّر خبراء الصحة من خطورة استهلاك الأطفال للمنتجات التي تشتمل على الكافيين او "الزانتينات"، وهي مادة تصنف ضمن العقاقير، نفسانية التأثير من زمرة المنبهات. وفي السياق، تشدد الاكاديمية الأميركية للطب النفسي للأطفال والمراهقين "على ان الصغار دون 12 عاما يجب الا يستهلكوا المنبهات اطلاقا. اما بالنسبة الى أولئك الذين أعمارهم تتراوح بين 12 و18 عاما فينصح بـ 100 مليغرام يوميا كحد اقصى أي نصف العبوة من "برايم انرجي". اضافت الاكاديمية "الى جانب الارق والصداع والقلق يمكن ان يتسبب الافراط في تناول الكافيين بتقيؤ الطفل او ارتفاع ضغط الدم او مشاكل في ضربات القلب، وقد يكون البعض أكثر تأثرا بهذه المادة من البعض الآخر".
ولاحظ السناتور الديموقراطي تشاك شوفر "ان هذا المنتج يستهدف الأطفال دون 18 عاما، اذ يتوافر من مشروب "برايم انرجي" نكهات جذابة للصغار ومن بينها البرتقال، المانجو، التوت البري والبطيخ وسواها". أضاف "ان مستويات الكافيين في هذا المنتج كبيرة جدا بالنسبة الى جسم الطفل، وهذا المنتج انتشر لأنه أصبح رمزا للمكانة الاجتماعية المتأثرة بالشبكات الاجتماعية التي يحاول الأطفال تقليدها بأي ثمن". وبناء على كل ما تقدم، وجه السناتور كتابا الى رئيس وكالة الادوية الأميركية المسؤولة أيضا عن المعايير الصحية للأغذية، طالبا منها اجراء تحقيق في مستويات الكافيين الموجودة وفي استراتيجية الترويج المعتمدة".
في سياق متصل، ردت الوكالة على كتاب السناتور تشاك شومر لتؤكد انها تدرس أسباب القلق التي اثارها. ودعا ناطق باسم إدارة الغذاء والدواء الافراد المسؤولين والعائلات الى قراءة ملصق المنتج قبل إعطائه لأطفالهم"، فقد وردت على العبوة عبارة خجولة تكاد لا تظهر، مفادها "انه من غير المستحب ان يتناول المشروب من تقل أعمارهم عن 18 عاما".
وفي السياق، ذكرت إدارة الغذاء والدواء، والتي سبق ان أصدرت تحذيرات في الماضي ضد عدد من الشركات التي تسوق المشروبات الكحولية وتلك التي تحتوي على الكافيين، بأن في امكان البالغين عموما استهلاك ما يصل الى 400 ملغرام من الكافيين يوميا دون آثار ضارة، أي من 4 الى 5 فناجين من القهوة.