أثبت بحث جديد أن الفيروس المخلوي التنفسي RSV، الذي كان يُعتقد أنه يصيب الجهاز التنفسي فقط والشائع للغاية لدى الأطفال الصغار، يمكنه أيضًا اختراق الخلايا العصبية مباشرة، ما يؤدي إلى التهاب مفرط وربما يؤدي إلى تلف الأعصاب. بحسب ما نشره موقع New Atlas، تؤكد النتائج على الآثار المحتملة طويلة المدى للفيروس المخلوي التنفسي وتسلط الضوء على أهمية التدابير الوقائية.
ويصيب الفيروس المخلوي التنفسي ما يصل إلى 90% من الأطفال في أول عامين من العمر، وهو شديد العدوى، ويسبب أعراضًا خفيفة تشبه أعراض البرد. وعند كبار السن، يعد الفيروس سببًا مهمًا لمرض الجهاز التنفسي الحاد، خاصة عند الضعفاء أو الذين يعانون من أمراض مصاحبة.
ومؤخرًا، أكدت دراسة جديدة، أجراها باحثون في جامعة تولين في نيو أورليانز الأميركية، وجود صلة بين الفيروس المخلوي التنفسي والأعراض العصبية المبلغ عنها لدى الأطفال.
وأكد جيوفاني بيديمونتي، الباحث المقابل في الدراسة، على أهمية لقاحات الفيروس المخلوي التنفسي، مشيرًا إلى أن "فيروس [RSV] هو الأكثر شيوعا في السنوات الأولى من الحياة، ويؤثر على صحة كبار السن أيضًا".
ووفقًا لما تضمنه تقرير نشرته دورية Infectious Diseases حول الدراسة الجديدة، فإنه عند وجود حمل فيروسي منخفض، يصيب الفيروس المخلوي التنفسي الخلايا البلعمية في المقام الأول، ويتسبب في تعبير معتدل عن المركبات الكيميائية المسببة للالتهابات، وفي فرط استثارة العصب المحيطي العابر. أما الأحمال الفيروسية الأعلى فتصيب عددًا أكبر من الخلايا العصبية والبلاعم، مما يؤدى إلى ظهور قوي للكيموكينات، وفقدان البلاعم والخلايا العصبية، والسمية العصبية التقدمية.
واكتشف الباحثون أيضًا أن الفيروس المخلوي التنفسي يمكن أن يدخل إلى الحبل الشوكي عبر الأعصاب الطرفية على الرغم من عدم قدرته على دخول الخلايا العصبية الشوكية مباشرة. وقال الباحثون إنه إذا تم تأكيد ذلك من خلال مزيد من الأبحاث، فيمكن أ، يشير إلى وجود صلة بين الفيروس المخلوي التنفسي وغيره من الاضطرابات العصبية أو التنموية.
(العربية)