الشخصية الانعزالية أو بمسمى آخر كما يطلق عليه الشخصية المنعزلة، التي تتجنب التعامل مع الآخرين وهو اضطراب شخصي معروف له تأثيرات حادة على التفكير والسلوكيات، حتى على المشاعر والعواطف أيضًا، وهو ما يعرقل صاحبه خلال حياته اليومية وحياته العملية، وتؤثر سلبًا على تواصله مع الأشخاص بشكل خاص، هذا ما أكده تقرير نشر في موقع هيلث دايركت المعني بالصحة العامة.
تابع التقرير أن هؤلاء الذين يعانون من هذا الاضطراب الانعزالي يعانون من صعوبة بالغة في إمكانية تغيير شخصياتهم وسلوكهم تجاه الآخرين، وكذلك يعانون بشدة في فكرة الاحتفاظ بوظائفهم والاحتفاظ بعلاقات جيدة مع الآخرين، وهو أمر صعب عليهم وعلى المحيطين بهم.
ترجع أسباب الإصابة بهذه المشكلة إلى الكثير من الأسباب والعوامل المختلفة، التي تختلف من حالة لأخرى، ولكن يعد هذا الاضطراب شائع بين من النشأة في بيئة مليئة بالمضطربين، ويحيطون بالشخص المريض فالبيئة المحيطة تؤثر كثيرًا في المريض، كذلك من ينشأ فى عائلة بها اضطرابات شخصية مختلفة، قد يحدث أن يصاب بتلك الشخصية الإنعزالية التجنبية، أو قد يكون طفلاً عانى من طفولة سيئة أو صادمة أو بعض الإضطرابات، أو حالات الفقد أو بعض أنواع التربية غير الجيدة أو سوء المعاملة.
وهذا الشخص الذي يعاني من اضطرابات الانعزالية قد تظهر عليه بعض العلامات التي تكشف إصابته بهذا الاضطراب، فهو ليس تجنبًا أو خوفًا عاديًا من التعامل مع الآخرين، بل يصل الأمر إلى أنه يصبح شخصية شديدة الرفض والبعد عن الآخرين، لا يمكنه التعامل مع الآخرين بأي شكل كان يعاني وبشدة عند التواجد في التجمعات، يكره المشاركه والتحدث مع الآخرين بأى شكل، يعشق وحدته وانعزاليته.
لا يقف الأمر عند هذا الحد، بل إنه يعانى من مشكلة في إيصال أفكاره إلى الآخرين، ومشاعره ويضغط على نفسه حتى يشعر باضطرابات ومشكلات نفسية كثيرة، يتجنب الآخرين تجنبًا مرضيًا ويشعر بالضيق عندما يكون متواجدًا معه أي شخص في محيطه، لا يمكنه أبدًا التكيف مع الأجواء المحيطة خاصة إذا حدث تغيير في حياته أو عمله أو شخصيته، يرفض المبادرة ولا يقدر عليها ولا يخاف من كل التجارب الجديدة، أو التجارب المسئول عنها، وهو ما يعرقل حياته ويجعله مهملاً أو يعانى من لا مبالاة، ولكنه في الحقيقة يعاني من اضطراب حاد.
علاج هذه الحالات يكون من خلال تحديد درجة الإصابة من خلال طبيب مختص يحدد ما إذا كان يحتاج المريض لجلسات سلوكيه أم احتياجه لمرحلة دوائية. (اليوم السابع)