كشفت دراسة جديدة أن ما يصل إلى 30% من الأطفال والمراهقين في جميع أنحاء العالم عانوا من قصر النظر في عام 2023، ويشير تقرير موقع "تايمز أوف انديا" وفقًا للخبراء إلى طرق فعال للوقاية من هذه الحالة التي تصيب عيون الأطفال في سن مبكر، وأهمها التعرض للشمس والخروج في الهواء الطلق.
ما أسباب زيادة حالات الأطفال المصابين بقصر النظر؟
قصر النظر هو حالة تصيب العين ومتعددة العوامل، وفي حين تلعب الوراثة دورًا في ذلك ــ حيث يكون الأطفال الذين يولدون لأبوين مصابين بقصر النظر أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة بنسبة تتراوح بين 40-50% مقارنة بأولئك الذين يولدون لأبوين غير مصابين بها ــ فإن الارتفاع الأخير في الحالات يرجع في المقام الأول إلى التغيرات في نمط الحياة والبيئة.
ولقد أدى نمط الحياة العصري الذي يركز على الأماكن المغلقة، إلى جانب التركيز القوي على التفوق الأكاديمي، إلى انخفاض كبير في الوقت الذي يقضيه الأطفال في الهواء الطلق والتعرض لأشعة الشمس، بالإضافة إلى ذلك، أدى الاستخدام المتزايد للأجهزة الرقمية والموبايل لفترات طويلة في التأثير على العين وإجهادها بجانب (أنشطة مثل القراءة والكتابة ومشاهدة التلفزيون ولعب ألعاب الفيديو)، وهو ما يُعرف بأنه مرتبط بتطور قصر النظر.
ما هي خيارات العلاج المتاحة لقصر النظر؟ ولماذا من المهم علاجه؟
يمكن أن يؤدي قصر النظر غير المعالج إلى مضاعفات محتملة وتلف في شبكية العين، مما يؤدي إلى مشاكل في الرؤية، ومن المرجح أن يعاني حوالي 4٪ من الأطفال المصابين بقصر النظر من نوع ما من مضاعفات الشبكية، ومع ذلك، هناك العديد من خيارات العلاج المتاحة للسيطرة على تطور قصر النظر.. على النحو التالى:
النظارات
هي علاج شائع لقصر النظر، ولكن النظارات العادية قد لا تكون فعالة إذا كان قصر النظر لدى الطفل يتقدم، وفي مثل هذه الحالات، من المهم استشارة الطبيب حول نظارات التحكم في قصر النظر مثل نظارات عدم التركيز الطرفي أو النظارات ثنائية البؤرة، وتوفر العدسات اللاصقة أيضًا خيارات متعددة للتحكم في قصر النظر، فالعدسات اللاصقة اللينة متعددة البؤر والعدسات اللاصقة الليلية هي خيار آخر.
استخدام قطرات العين
خاصة قطرات العين التي لها تركيزات مختلفة من الأتروبين، وذلك للسيطرة على تطور قصر النظر، وبالنظر إلى المستقبل، يتم أيضًا استكشاف العلاج بالضوء كعلاج محتمل، ومع استمرار تطور العلاجات الجديدة، أصبح علاج قصر النظر أسهل.
ما هي بعض التعديلات البسيطة في نمط الحياة التي يمكن للأطفال دمجها في روتينهم اليومي لتحسين صحة بصرهم وعيونهم بشكل عام؟
يمكن أن تكون بعض هذه التغييرات في نمط الحياة بسيطة مثل قضاء المزيد من الوقت في الهواء الطلق، ويفضل أن يكون ذلك لمدة ساعة يوميًا، حيث أن أحد العوامل الرئيسية هو الاختلاف الكبير في مستويات الضوء بين البيئات الخارجية والداخلية، ومستويات الضوء في الهواء الطلق أعلى وأكثر سطوعًا بما لا يقل عن 8-10 مرات من الضوء الاصطناعي في الداخل، ويُعتقد أن هذا السطوع المتزايد يلعب دورًا حاسمًا في تنظيم نمو العين وتطورها.
كما يتيح قضاء الوقت في الهواء الطلق للعينين الاسترخاء وتقليل الإجهاد، كما تساعد في منع ظهور أو تقدم قصر النظر، بالإضافة إلى ذلك، أفادت بعض الدراسات أن التعرض للأضواء الساطعة يؤدي إلى إطلاق النواقل العصبية مثل الدوبامين في شبكية العين، مما قد يساهم أيضًا في التأثيرات الوقائية ضد قصر النظر.
ويعد أيضًا أخذ قسطًا من الراحة من الشاشات أمرًا ضروريًا، فعند التواجد في المناطق الداخلية، من الضروري الحفاظ على مسافة مناسبة عند استخدام الشاشات والجلوس في إضاءة مناسبة أيضًا أثناء القراءة أو الكتابة وحافظ على وضعية جيدة، ومن خلال تنفيذ هذه التدابير البسيطة، يمكن للوالدين أن يلعبوا دورًا نشطًا في منع وإدارة قصر النظر لدى أطفالهم. (اليوم السابع)