فيتامين د، المعروف باسم "فيتامين أشعة الشمس"، ضروري للصحة العامة، وعلى الرغم من أهميته، تعاني العديد من النساء في جميع أنحاء العالم من نقصه دون علم منهن، وغالبًا ما يتم تجاهل الأعراض، ويُنصح بتناول 600-800 وحدة دولية من فيتامين د بما يعادل (15-20 ميكروجرامًا) يوميًا للنساء البالغات، مع جرعات أعلى مطلوبة أحيانًا لمن يعانين من نقص حاد، وفقًا لتقرير موقع "تايمز أوف انديا".
فيما يلى.. تأثير نقص فيتامين د على صحة النساء:
يؤثر على كثافة العظام
يساعد فيتامين د على امتصاص الكالسيوم، الذي يحدد كثافة العظام وبالتالي قوتها، ومن النتائج المعروفة لنقصه هشاشة العظام، ولكن غالبًا ما لا يتم ملاحظة الأعراض المبكرة، وقد تشعر النساء بكسور طفيفة، أو ألم خفيف في العظام، أو تصلب خاصة في الصباح، ويفترضن أن هذا جزء من الشيخوخة الطبيعية، وقد وجدت دراسة أجريت عام 2020 ونشرت في مجلة أبحاث العظام والمعادن أن النساء اللاتي لديهن مستويات فيتامين د أقل من 20 نانوجرام/مل لديهن خطر أعلى بكثير للإصابة بالكسور مقارنة بأولئك اللاتي لديهن مستويات كافية، وهذه القضية مثيرة للقلق بشكل خاص أثناء انقطاع الطمث عندما تنخفض كثافة العظام بشكل طبيعي، مما يجعل الحاجة إلى فيتامين د أكثر أهمية.
الشعور بالتعب المستمر وغير المبرر
التعب هو أحد الأعراض التي تتجاهلها النساء بسهولة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى قدرتهن على تحمله وجزئيًا لأنه يتداخل مع أعراض العديد من الأمراض البسيطة، وأحد التأثيرات الخفية لنقص فيتامين د هو التعب المستمر، حيث تعاني العديد من النساء من انخفاض مستويات الطاقة، ويرجعن ذلك إلى جداول أعمالهن المزدحمة أو سوء جودة النوم، في حين أن نقص فيتامين د قد يكون السبب في الواقع.
تقلبات المزاج والتدهور المعرفي
من الأعراض المهمة لنقص فيتامين د تلك التي تؤثر على الصحة العقلية، مثل الاكتئاب والقلق وتقلبات المزاج، حيث توجد مستقبلات فيتامين د في الدماغ، وهذا يساعد على التأثير على المواد الكيميائية التي تعمل على تحسين الحالة المزاجية مثل السيروتونين، وتشير الأدلة إلى أن نقص فيتامين د قد يؤدي إلى ضعف الوظيفة الإدراكية وفقدان الذاكرة، وقد تعاني النساء الأكبر سنًا من اضطرابات طفيفة في الذاكرة أو التركيز، والتي يمكن أن تتفاقم إذا تُركت دون علاج.
تساقط الشعر
قد يكون تساقط الشعر دون سبب واضح مؤشرًا صامتًا آخر لنقص فيتامين د، وفي حين يُعزى السبب عادةً إلى التغيرات الهرمونية أو الإجهاد، فإن نقص فيتامين د قد يضعف بصيلات الشعر ويعيق تجددها، ونقص فيتامين د يسبب اختلال التوازن الهرموني وقد يؤثر ذلك بدوره على انتظام الدورة الشهرية، ويؤدي إلى حالات مثل متلازمة تكيس المبايض (PCOS)، والتي تؤدي بشكل غير مباشر إلى العقم، بالإضافة إلى ذلك، يساعد فيتامين د في إنتاج الهرمونات الجنسية مثل الإستروجين والبروجسترون.
مشاكل أخرى شائعة لدى النساء بسبب نقص فيتامين د في الجسم
فقد يكون ألم العضلات أو الضعف غير المبرر من الأعراض الخفية الأخرى لنقص فيتامين د، ويمكن أن يتجلى هذا في عدم القدرة على أداء المهام البدنية بنفس القوة كما كان من قبل أو إطالة فترة التعافي بعد التمرين، وتم ربط نقص فيتامين د بارتفاع خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل مرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب والأوعية الدموية واضطرابات المناعة الذاتية، وفي حين أن هذه الحالات تستغرق سنوات حتى تتطور، فإن العلامات المبكرة الدقيقة مثل زيادة الوزن أو تقلبات نسبة السكر في الدم أو التعب يمكن أن تشير إلى نقص فيتامين د الكامن.
دور فيتامين د في تعزيز المناعة
يساعد فيتامين د على إنتاج البروتينات المضادة للميكروبات التي تقاوم العدوى، وقد تعاني النساء اللاتي يعانين من نقص فيتامين د من نزلات برد متكررة، أو بطء التئام الجروح، أو أمراض متكررة، ويعد نقص فيتامين د بمثابة وباء صامت يؤثر على عدد لا يحصى من النساء في جميع أنحاء العالم من ضعف العظام وتساقط الشعر إلى تقلبات المزاج ومخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة، فإن آثاره خفية وبعيدة المدى، والوعي هو المفتاح للوقاية من المخاطر المحتملة، وذلك من خلال إجراء الاختبارات الروتينية والتعرض الكافي لأشعة الشمس وتناول المكملات الغذائية إذا لزم الأمر وباستشارة الطبيب، فلا يجب الانتظار حتى ظهور أعراض شديدة. (اليوم السابع)