تشير الأبحاث إلى أن النظام الغذائي النباتي يمكن أن يكون ذي فوائد صحية في حال تم التخطيط له بشكل جيد، ولكن لا يمكن نكران الأضرار التي قد يلحقها بالجسم أيضاً.
وبالنسبة للأشخاص الذين اتبعوا نظاماً غذائياً غنياً باللحوم ومنتجات الألبان معظم حياتهم، يمكن أن يؤدي اتباع نظام غذائي نباتي إلى تغييرات كبيرة داخل الجسم.
ويمكن القول إن أول ما قد يلاحظه شخص ما بدأ نظاما غذائياً نباتياً، زيادة الطاقة مع التخلص من اللحوم المصنعة الموجودة في العديد من الحميات الغذائية، لصالح الفواكه والخضروات والمكسرات. وتعزز هذه الأطعمة مستويات الفيتامينات والمعادن والألياف والتفكير بتناول وجبات خفيفة.
ومع مرور الوقت دون تناول المزيد من المنتجات الحيوانية لأسابيع، من المحتمل أن تشهد وظيفة الأمعاء تحولاً، إما نحو نمط صحي أكثر انتظاماً أو زيادة في الانتفاخ. ويرجع ذلك إلى ارتفاع محتوى الألياف في النظام الغذائي النباتي، وكذلك زيادة في الكربوهيدرات التي تتخمر في الأمعاء، ويمكن أن تسبب متلازمة القولون العصبي.
ويمكن أن يستقر هذا الأمر في نهاية المطاف، وقد يؤدي إلى بعض التغيرات الإيجابية في تنوع البكتيريا في القولون، اعتماداً على ما إذا كان النظام الغذائي النباتي يتكون من طعام معالج وكربوهيدرات مكررة.
وعلى الرغم من عدم ثبات ذلك حتى الآن، يعتقد الباحثون أن تنوع أنواع البكتيريا الهضمية، يمكن أن يكون مفيداً للنظام بأكمله، بالطريقة نفسها التي تصبح بها النظم البيئية أقوى.
وبعد مرور عدة أشهر على اتباع نظام غذائي نباتي، يمكن أن يشهد بعض الأشخاص زيادة في استهلاك الفواكه والخضروات مع الحد من المواد الغذائية المصنعة. وعند هذه النقطة، قد تنخفض مخزونات فيتامين D، المتوافر في اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان. وللأسف لا يمكن ملاحظة ذلك إلا بعد فوات الأوان.
ويرتبط انخفاض مستويات فيتامين D في الجسم، بالسرطان وأمراض القلب والصداع النصفي والاكتئاب.
ومع مرور سنة على اتباعنا للنظام الغذائي النباتي، يمكن أن تنخفض مستويات B12 في الجسم، وهو عنصر غذائي ضروري للعمل الصحي للدم والخلايا العصبية، ولا يمكن العثور عليه إلا في المنتجات الحيوانية.
وتشمل أعراض نقص فيتامين B12، ضيق التنفس والإرهاق وضعف الذاكرة، وكذلك الوخز في اليدين والقدمين.
ويمكن الوقاية من نقص B12 بسهولة، عن طريق تناول 3 وجبات مدعمة يومياً أو تناول مكملات غذائية. ويمكن القول إن نقص B12 ينفي فوائد النظام الغذائي النباتي بالنسبة لأمراض القلب ومخاطر السكتة الدماغية.
وبعد بضع سنوات، تبدأ عظامنا بملاحظة التغيير، حيث يخزن هيكلنا العظمي المعادن حتى سن الثلاثين، ولكن لا تستطيع عظامنا امتصاص المعادن بعد ذلك، وبالتالي فإن الحصول على ما يكفي من الكالسيوم في الصغر أمر حيوي.
وعند التفكير في السنوات اللاحقة لاتباع النظام الغذائي النباتي، فإن التوازن أمر أساسي لدعم الصحة الجسدية.
(روسيا اليوم)