توصلت دراسة علمية إلى أن اطلاع المرضى على صور الأشعة لشرايينهم المسدودة يدفعهم إلى اتخاذ إجراءات لتحسين صحة قلوبهم.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن صور الأشعة التي أظهرت تراكم الترسبات في الشرايين، مما يؤدي لتصلبها، قد حفزت المرضى للتحرك لتفادي خطر الإصابة بأمراض القلب، قبل حدوث المرض بعام كامل.
وتم عقد مقارنة إحصائية بين هؤلاء وبين المرضى، الذين لم يتم عرض صور الأشعة أمام ناظريهم، حيث زادت لدى المجموعة مخاطر المرض بالفعل.
وفى هذا الصدد، يحذر الخبراء من أنه من الصعب بمكان تحفيز المرضى المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب إلى تغيير نمط حياتهم وتناول الدواء، ولكن تؤدي هذه الطريقة الجديدة إلى إظهار مدى خطورة المشكلة وبالتالي يمكن أن تؤدي إلى امتثال المرضى للتعليمات بشكل أفضل.
ويقول بروفيسور أولف لاسلوند من جامعة أوميا في السويد: "إن أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الرئيسي للوفاة في العديد من البلدان. وعلى الرغم من وجود ثروة من الأدلة حول طرق الوقاية الفعالة، من الأدوية إلى تغييرات نمط الحياة، فإن الالتزام بها يعتبر في مستويات متدنية للغاية".
ويضيف "نادراً ما تؤدي المعلومات وحدها إلى تغيير السلوك، كما أن استيعاب الناس للنصيحة فيما يتعلق بالتمارين الرياضية والنظام الغذائي يكون ضعيفا للغاية بالمقارنة مع المشورة بشأن الأدوية. وتستخدم درجات التنبؤ بالمخاطر على نطاق واسع، ولكنها قد تكون مجردة للغاية، لدرجة أنها تخفق في تحفيز اتباع المرضى المحتملين للسلوكيات المناسبة".
يعد مرض تصلب الشرايين حالة خطيرة ومن المحتمل أن يكون نتيجة لانسداد الشرايين بالمواد الدهنية التي تسمى "اللويحات".
وتتسبب هذه اللويحات في تصلب الشرايين وضيقها، مما يحد من تدفق إمدادات الدم والأكسجين إلى الأعضاء الحيوية.
ونتيجة لذلك، تزيد هذه الحالة من خطر الإصابة بجلطات دموية ربما تعوق تدفق الدم إلى القلب أو المخ. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى عدد من الحالات الخطيرة في أمراض القلب والشرايين مثل أمراض الشرايين التاجية، والذبحة الصدرية والنوبات القلبية، والسكتات الدماغية.
ويمكن تقليل مخاطر هذه الأمراض عن طريق إجراء تغييرات في نمط الحياة، مثل الإقلاع عن التدخين وممارسة الرياضة، أو تناول أدوية وقائية.
ومع ذلك، فإن تدني معدلات الالتزام بالتغييرات في الأدوية، ونمط الحياة يعني أن هذه الأنواع من جهود الوقاية غالباً ما تنتهي بالفشل.
وأجريت الدراسة، التي قادها بروفيسور لاسلوند، على أكثر من 3000 مواطن سويدي، تتراوح أعمارهم بين 40 و60 سنة، من المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وخضع جميع المشاركين لتصوير الأوعية الدموية بالموجات فوق الصوتية لإظهار صور للشرايين.
وانقسم الخاضعون إلى قسمين، حيث أتيح لأفراد القسم الأول الاطلاع على عرض لتأثير اللويحات على شرايينهم، وأخضعت حالاتهم لمقياس خطورة يتراوح بين الأخضر والأحمر، لإظهار ما ينبغي أن تبدو عليه حالاتهم في فئاتهم العمرية. ثم تلقى هؤلاء مكالمة متابعة من ممرضة بعد أسبوعين إلى 4 أسابيع للإجابة عن أي أسئلة. كما تم إرسال صور شرايينهم إلى طبيب الرعاية الأولية.
وتم تزويد أفراد القسمين بمعلومات عامة عن عوامل الخطر القلبية الوعائية، وقدم لهم المعالجون كيفية تحسين نمط حياتهم. ووصفوا لهم الأدوية المطلوبة إذا لزم الأمر.
وبعد مرور عام، انخفضت درجة المخاطر بمقياس فرامنغهام، الذي يقدر مخاطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية، لأفراد القسم الذين اطلعوا على صور الأشعة على شرايينهم، في حين زادت المخاطر بالنسبة إلى أفراد قسم المراقبة، الذين لم يتم عرض صور عليهم.