كشفت دراسة دولية جديدة أنّ التوقّف عن شرب الكحول، يساعد المدخّنين في الإقلاع عن التدخين، وبالتالي يتخلّص الأشخاص من هاتين العادتين معاً. ولفت الباحثون إلى أنّ "تدخين السجائر أمر شائع بالنسبة للأشخاص الذين يتناولون المشروبات الكحولية".
وفي إطار الدراسة المنشورة في دورية "Nicotine & Tobacco Research" العلمية، فقد راقب فريق البحث 22 شخصاً يدخنون السجائر بشكلٍ يومي، وكانوا يبحثون أيضاً عن علاج لاضطراب الكحول. ووجد الباحثون أنّ جميع هؤلاء نجحوا في التوقف أو حتّى تقليل شرب الكحول، كما نجحوا أيضاً في الإقلاع عن التدخين.
وأوضح الباحثون سبب ذلك، مؤكدين أنّ نسبة أيض "النيكوتين" في الجسم، وهو مؤشّر حيوي يشير إلى مدى سرعة تمثيل الجسم لـ"النيكوتين"، تتقلّص مع انخفاض مستويات الكحول في الجسم. وكانت الأبحاث السابقة كشفت أن الأشخاص الذين لديهم نسب أيض أعلى للنيكوتين في الجسم من المرجح أن يدخنوا أكثر، وأن يواجهوا صعوبة أكبر في الإقلاع عن التدخين.
وفي هذا الصدد، أشارت الطبيبة سارة ديرمودي، قائد فريق البحث، إلى أن "تباطؤ معدل استقلاب "النيكوتين" في الجسم لدى الأشخاص عبر التوقّف عن شرب الكحول، يمكن أن يوفّر ميزة إضافية عند محاولة التوقف عن التدخين".
وأكّدت أنّ "الأمر يتطلب الكثير من التصميم على الإقلاع عن التدخين وكثيراً من المحاولات، والبحث يشير إلى أنّ شرب الكحول يغير عملية استقلاب "النيكوتين" في الجسم، وبذلك من الأفضل أن يتمّ اتّخاذ قرارَيْ التوقف عن التدخين اليومي وشرب الكحول معاً".
في المقابل، فإنّ بيانات منظمة الصحة العالمية تكشف أنّ "4% من حالات الوفاة على مستوى العالم سنوياً، سببها تعاطي الكحول، كما يعدّ إدمان الخمر من العوامل التي تهدد بضياع الكثير من سنوات عمر الإنسان جراء المرض والإعاقة".
وتوضح البيانات أنّ "الخمر يشكل التهديد الأكبر لحياة البشر في الدول ذات الدخل المتوسط التي يعيش فيها نحو نصف سكان العالم".
كذلك، فقد لفتت المنظمة إلى أنّ "التبغ يقتل ما يقرب من 6 ملايين شخص بإقليم شرق المتوسط سنوياً، بينهم أكثر من 5 ملايين متعاطون سابقون وحاليون للتبغ، وحوالى 600 ألف شخص من غير المدخنين المعرضين للتدخين السلبي".