كتبت سينتيا عواد في "الجمهورية": لا شكّ في أنّ انخفاض درجات حرارة الطقس يزيد من احتمال تعرّضكم لأمراض الشتاء، أبرزها الإنفلونزا والكآبة الموسمية وإلتهابات المعدة. وفي حال عدم أخذ الحيطة والحذر، فإنكم قد تنضمّون إلى مئات الأشخاص الذين يمرضون خلال هذه الفترة من السنة.
أكّدت إختصاصية التغذية، عبير أبو رجيلي، لـ"الجمهورية" أنّ "تلقّي لقاح الإنفلونزا سنوياً يُعتبر من أفضل الوسائل لتحصين الجسم. غير أنّ تعزيز الجهاز المناعي لا يقتصر فقط على عيادة الطبيب. إذ يمكن لأيِّ شخص حماية جسمه من كافة مشكلات الشتاء من خلال التنويع في المأكولات الصحّية والتركيز خصوصاً على تلك التي وصفها العلماء بالداعمة الطبيعية لمناعة الإنسان". وعرضت في ما يلي أهمّ المأكولات التي تردع نزلات البرد:
الزنجبيل
يملك خصائص متعدّدة، فهو يحارب الإنفلونزا، ويساعد على التخلّص من البلغم، ويخفّض درجة الحرارة، ويضمن الدفء للجسم، وينشّط الدورة الدموية. باختصار، إنه مهمّ خلال هذا الموسم لاستعادة الحيوية.
الشاي الأخضر والبابونج
يُنصح بشرب ما بين 3 إلى 5 أكواب من الشاي الأخضر يومياً لدعم الجهاز المناعي. يحتوي على كمية مرتفعة من مضادات الأكسدة، وتحديداً الفلافونويد التي تعزّز المناعة وتملك خصائص مضادة للإلتهاب. وفي ما يخصّ البابونج، فيتميّز أيضاً بمنافع عديدة لاحتوائه على جرعة عالية من مضادات الأكسدة التي تساهم في محاربة البرد والإنفلونزا.
المأكولات الغنيّة بالفيتامين C
كالليمون، والبابايا، والفلفل، والفريز، والبروكلي، والكيوي... أثبتت الأبحاث العلمية أنّ الفيتامين C يستطيع تقليل مدّة المرض وشدّته، خصوصاً الإنفلونزا. لذلك من المهمّ إدخال مصادره الطبيعية بانتظام إلى النظام الغذائي لمحاربة الإنفلونزا.
البصل والثوم
فائدتهما لا تقتصر فقط على تنكيه الأطباق، إنما الأهمّ أنهما يحتويان على مادة"Allicin" التي تمنحهما الرائحة القوية، والتي تتميّز بخصائصها المضادة للفيروسات والجراثيم، وقدرتها على مكافحة الرشح، وآلام الحنجرة، وإلتهاب الصدر. إشارة إلى أنّ الثوم يملك أيضاً القدرة على رفع مستويات الإنزيمات التي تساعد الكبد على إزالة السموم من الجسم.
الجزر
مفيد جداً خلال هذا الموسم لمكافحة الإنفلونزا وحماية الجسم من العدوى. يشتهر الجزر بغناه بمادة «بيتا كاروتين» والفيتامين E اللذين يساهمان سوياً في مكافحة البرد. من المفيد إدراجه إلى الأطباق الشتوية كالحساء، واليخاني، أو حتى تناوله نيّئاً مع الحامض.
الشوربة
تُعدّ من بين الأطباق الرئيسة خلال الشتاء لأنها تمدّ الجسم بالسوائل، جنباً إلى البروتينات، ومجموعة فيتامينات ومعادن تساعد على محاربة كافة أشكال العدوى.
لحماية المعدة والمزاج
وفي ما يخصّ إلتهابات المعدة والأمعاء، دعت أبو رجيلي إلى «التركيز على الأطعمة المخمّرة، كاللبن، التي تحتوي على بكتيريا "بروبيوتك" المفيدة جداً لتحفيز خلايا الدم البيضاء على محاربة الأمراض».
وتصدّياً للكآبة الموسمية، أوصت بـ"تناول السمك الدهني، كالسلمون والتونة، مرّتين على الأقلّ أسبوعياً لاستمداد الفيتامين D الذي ثبُت أنّ نقص مستوياته في الجسم يرفع من احتمال التعرّض للكآبة وسوء المزاج. ناهيك عن أنّ هذه الثمار البحرية مليئة بالأحماض الدهنية الأساسية الأوميغا 3 التي تقلّل الالتهاب".
مناعة "سوبر" قويّة
وكشفت خبيرة التغذية مجموعة عناصر غذائية تقوّي المناعة بشكل عام:
• التونة: فهو ليس غنيّ فقط بالفيتامين D والأوميغا 3، إنما أيضاً بمعدن السلينيوم الذي يعزّز المناعة وبالتالي يحارب مختلف الأمراض.
• البطاطا الحلوة: تحتوي على الفيتامين A الذي يلعب دوراً أساساً في محاربة الفيروسات والبكتيريا.
• الفطر: يتضمّن مادة «بيتا – غلوكان» التي ثبُت أنها تقاوم العدوى من خلال زيادة نشاط خلايا الدم البيضاء.
• بذور اليقطين: مليئة بمعدن الزنك المهمّ جداً للجهاز المناعي، وخفض الالتهابات كالسعال، وإلتهاب الحلق، والصداع. جنباً إلى احتوائها على الفيتامين E المضاد للأكسدة والمهمّ جداً للمناعة. يُذكر أنّ هناك مصادر أخرى مهمّة للزنك تشمل الحبوب الكاملة، والبقوليات، واللحوم الحمراء، وثمار البحر.
• المكسّرات النيئة: على رغم كثرة سعراتها الحرارية، إلّا أنّ تناولها باعتدال يساعد على تعزيز المناعة ومقاومة البكتيريا والفيروسات بفضل غناها بمعدن السلينيوم.
وأنهت حديثها قائلةً: "صحيحٌ أنّ كل المغذيات المذكورة تحدّ من المشكلات الصحّية، والفيروسات، والبكتيريا خلال الشتاء ولكنها بالتأكيد لا تقضي عليها نهائياً. يبقى الأهمّ الوقاية منها كلّياً من خلال التقيّد بغذاء صحّي، والالتزام بمعايير النظافة، وممارسة الرياضة بانتظام".