تعد مشكلة التهاب الجيوب الأنفية المزمن، أو انسداد الأنف المزمن، من المشاكل التي تؤرق عددا كبيرا من المواطنين حول العالم، حيث ترافقها الكثير من المشاكل المتعلقة بآلام الرأس ومشاكل في النوم العميق والتنفس وغيرها.
يعاني من الجيوب الأنفية نسبة كبيرة جدا من الأشخاص في العالم، حيث أكدت الدراسات أن 11% من المواطنين في أميركا فقط، يعانون من مشكلة التهاب الجيوب الأنفية المزمن، لكن بحثا جديدا كشف عن ارتباط غريب بين هذه المشكلة والدماغ.
نفذ فريق من العلماء في جامعة واشنطن بحثا جديدا حول هذه المشكلة بالاعتماد على مجموعة المرضى في المستشفيات بالإضافة إلى الاستناد على بيانات مشروع "Connectome" الطبي البشري، من أجل العثور اشخاص يعانون من هذه الشكلة وأشخاص تحت المراقبة الطبية المستمرة، حيث تم استخدام البيانات المأخوذة من فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لمقارنة تدفق الدم ونشاط الخلايا العصبية في الدماغ.
وبحسب الدراسة المنشور في مجلة "JAMA Otolaryngology-Head & Neck Surgery"، اكتشف الباحثون اتصالا وظيفيا أقل لدى الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة في الشبكة الأمامية الجدارية للدماغ (المستخدمة للانتباه وحل المشكلات)، واتصالًا وظيفيًا أعلى في شبكة الوضع الافتراضي (المرتبطة بالإشارة الذاتية وتجول العقل)، واتصال وظيفي أقل في شبكة البروز (التي تدير المحفزات الخارجية والتواصل والسلوك الاجتماعي).
وبدورها، قالت كريستينا سيمونيان، اختصاصية طب الأنف والأذن والحنجرة، من جامعة هارفارد: "إن المشاعر الذاتية للانتباه تتراجع لدى المرضى، وصعوبات التركيز أو اضطرابات النوم التي يعاني منها الشخص المصاب بالتهاب الجيوب الأنفية قد ترتبط بتغيرات طفيفة في كيفية تواصل مناطق الدماغ التي تتحكم في هذه الوظائف مع بعضها البعض".
يأمل فريق العلماء الذي نفذ الدراسة أن هذا الرابط قد يساعد في شرح بعض الآثار الشائعة الأخرى لهذه المشكلة خصوصا صعوبات التركيز ونوبات الاكتئاب ومشكلة الدوخة ومشاكل النوم.