كتبت "سكاي نيوز عربية": ما إن جرى الإعلان عن اكتشاف متحور جديد من فيروس كورونا المستجد، أواخر تشرين الثاني الماضي، حتى سارع العلماء إلى مختبراتهم، من أجل تقييم المخاطر المحدقة، وسط مخاوف من حدوث "انتكاس وبائي".
وعندما أعلنت منظمة الصحة العالمية، إطلاق اسم "أوميكرون" على المتحور الجديد، كان الباحثون قد أعادوا العمل الذي قام به نظراؤهم في جنوب إفريقيا، من أجل أخذ فكرة أوضح حول الطفرات التي وقعت.
وانكب العلماء على تصوير التغييرات الجينية التي حولت "أوميكرون" إلى عنصر جديد ومزعج في "عائلة كورونا" التي جعلت العالم يتخبط في كابوس، منذ أواخر 2019.
ولا يعرف العلماء حتى الآن ما إذا كان هذا المتحور الجديد مختلفا عن المتحورات السابقة، لا سيما متحور "دلتا" الذي يهيمن على أغلب الإصابات المسجلة في العالم.
وتذهب التقديرات إلى أن العالم قد يحتاج أيامًا وربما عدة أسابيع من الاختبارات، قبل إيضاح تأثير الطفرات الجديدة التي تم رصدها في "أوميكرون".
وسيعتمد العلماء أساسًا على عينات حقيقية من أشخاص مرضوا بكورونا، وعندئذ، سيتمكن الباحثون من رصد المتواليات في الجينوم الخاص بمتحور الفيروس.
ويسعى الباحثون لمعرفة ما إذا كان المتحور الجديد يسبب مرضا أشد بـ"كوفيد-19" أو هل هو أسرع انتشار، وهل سيكون "أوميكرون" أكثر قدرة على مراوغة المناعة التي يمنحها اللقاح لجسم الإنسان.
وبما أن هذا العمل يتطلب وقتًا وترويًّا، فإن المختبرات قد تحتاج إلى أشهر، وليس لأسابيع فقط، من أجل رصد ما يحصل لدى المصابين بالمتحور "أوميكرون".
وتشير البيانات، إلى أن طفرات كثيرة تم رصدها في متحور "أوميكرون"، موجودة أصلا في متحورات سابقة من فيروس كورونا المستجد.
فضلًا عن ذلك، تجري شركة "أسترازينيكا" تجارب في مواقع مختلفة سجل بها المتحور "أوميكرون" من فيروس كورونا المستجد، وبالضبط في بوتسوانا وإسواتيني.
وسيتيح هذا الجهد العلمي جمع عينات فعلية تساعد على فهم أفضل للمتحور الذي أثار حالة من القلق في العالم، فسارعت الدول إلى تشديد قيود السفر، رغم التداعيات الاقتصادية الوخيمة لهذه الخطوة.
وتلجأ شركات أدوية إلى تقنية تعتمد على سحب عينات دم من متطوعين ومتعافين جدد من كورونا، ثم يجري مزجها مع عينات من المتحور الجديد أو من نسخة فيروسية معدلة في المختبر اسمها "بسودو فيروس".
والهدف من هذه التجربة هو معرفة كيف يتفاعل الجهاز المناعي لدى الإنسان مع عينات المتحور الجديد، لأن مصل الدم يحتوي على ما يعرف بـ"الخلايا البائية" و"الخلايا التائية" التي تؤدي دورًا كبيرًا في مقاومة ما يستهدف الجسم.
وفي وقت سابق، قالت شركات "بيونتيك" و"موديرنا" و"جونسون آند جونسون"، إنها بصدد بدء هذه التجارب، من أجل دراسة التصدي لمتحور "أوميكرون".
وجرى اعتماد هذه الطريقة في البداية من أجل تأكيد قدرة اللقاحات على حماية الناس من العدوى، ثم أعيدت في وقت لاحق، للتأكد من الفعالية إزاء متحورات "ألفا" و"بيتا" و"غاما" و"دلتا"، إضافة إلى قياس مدى قوة المناعة وما يلحق بها من ضعف مع مرور الوقت.
(سكاي نيوز عربية)