كثيرًا ما يلجأ الناس في أوقات البرودة القاسية إلى ارتداء ملابسهم الثقيلة لحماية أجسامهم من لفحات الهواء الباردة، كما يميلون دائمًا إلى الجلوس ولا يرغبون في الحركة، بينما على الناحية الأخرى هناك من يتجولون في الشوارع بكل أريحية وحماس مرتدين ملابس خفيفة دون أي إحساس بالبرد.
أوضحت استشاري الجلدية، الدكتورة أحلام اسماعيل، في حديث لـ«الوطن»، أن شعور الإنسان بالبرد في فصل الشتاء من عدمه يعود إلى أسباب قد تكون طبيعية مثل اختلاف معدلات الحرق في الجسم من شخصٍ لآخر، وقد تكون مَرَضية مثل نشاط أو خمول في الغدة الدرقية.
وأكدت أحلام أن الجسم الذي تحدث به معدلات الحرق العالية دائمًا ما تتولد بداخله طاقة حرارية مرتفعة تعزز لديه الشعور بالدفء، منوها إلى أن هذا يظهر واضحا بشكل أكبر لدى الأشخاص الذين يتناولون الطعام بكثرة مع احتفاظهم بأجسام نحيفة.
وأشارت استشار الجلدية إلى أن الجسم صاحب معدلات الحرق المنخفضة لا تتولد لديه طاقة حرارية كافية، ولذلك لا يشعر بالدفء ويحاول الحصول عليه من خلال الملابس الثقيلة أو تناول المشروبات والأطعمة الساخنة، وأن هؤلاء الأشخاص يتعرضون لزيادة عند تناولهم لأقل الكميات من الطعام.
وعن كيفية تسبب الغدة الدرقية في تزويد الجسم بالحرارة أو البرودة، أكدت أحلام إسماعيل أن الشخص الذي يعاني من نشاط في هذه الغدة دائمًا ما تتولد لديه طاقة حرارية في جسمه، وهي التي تمنحه الشعور بالدفء: «الناس اللي عندها الغدة الدرقية نشيطة دايما بيحبوا فصل الشتاء وبيعانوا في فصل الصيف».
وأشارت إلى أن من يعانون من خمول في الغدة الدرقية، تظهر لديهم أعراض مُختلفة تمامًا؛ إذ أنهم يشعرون بالبرد بسهولة وتكون حركتهم ضعيفة كما أنهم يفضلون فصل الصيف عن الشتاء.
وعن احتمالية إصابة هؤلاء وتضررهم بضربات البرد القاسية في ظل عدم شعورهم بها، أكدت استشاري الجلدية أنهم لا يتعرضون للأذى؛ إذ تكون أجسامهم محمية أيضًا من الداخل: «هي حاجة كدا من عند ربنا.. حاجة بتعوض حاجة، وفي الآخر كله بيصب في مصلحة صحة الإنسان».