سرطان القولون والمستقيم، المعروف أيضاً بسرطان الأمعاء، هو ثالث أكثر أنواع السرطانات شيوعاً عند الرجال، والثاني عند النساء في أنحاء العالم. يصيب عادةً البالغين الأكبر سنّاً، لكنه يمكن أن يظهر في أي عمر.
يبدأ هذا السرطان في صورة تكتُّلات صغيرة غير سرطانية (حميدة) من الخلايا تُسمَّى سلائل تتكوَّن بداخل القُولون أو المستقيم، وبمرور الوقت قد تُصبِح بعض تلك السلائل سرطانية من دون أن يَنتُج عنها أي أعراض. من هنا تأتي أهمية الاكتشاف المبكر وكذلك إطلاع المرضى بشكل أفضل على عوامل الخطر، للحدّ منها.
ومن أبرز عوامل الخطر التي تم اكتشافها حتى اليوم ـــ إضافة إلى الاستعدادات الوراثية ـــ النظام الغذائي غير السليم وزيادة الوزن.
وبينما يوصي الأطباء عموماً بإنقاص الوزن للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة، لم يتم إجراء أي دراسات حتى الآن حول العلاقة بين مؤشر كتلة الجسم BMI وخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
وتُعدّ الدراسة الجديدة المنشورة في مجلة JNCI Cancer Spectrum الأولى من نوعها، إذ إنها تقيّم تغيّر الوزن (زيادة الوزن وفقدان الوزن) على مدى ثلاث فترات من البلوغ وتربطها بالإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
واستخدم الباحثون بيانات الوزن المبلغ عنها ذاتياً في تجربة لفحص سرطانات البروستات والرئة والقولون والمبيض. وتم تجنيد 154942 رجلاً وامرأة تتراوح أعمارهم بين 55 و74 عاماً في الولايات المتحدة بين عامي 1993 و2001 لتقييم فعالية طرق الفحص والاكتشاف المبكر المختلفة في منع الوفاة من هذه السرطانات. وقد تم فحص المشاركين المصابين بسرطان القولون والمستقيم في بداية التجربة، ومرة أخرى بعد 3 أو 5 سنوات. وكشف تحليل نتائج الدراسة أنّ فقدان الوزن مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بورم القولون والمستقيم بنسبة %46. وهذا ينطبق بشكل خاص على البالغين الذين كانوا يعانون أساساً من زيادة الوزن أو السمنة.
وأفاد الباحثون أيضاً بأن زيادة الوزن في مرحلة البلوغ، خاصةً الزيادة بأكثر من ثلاث كيلوغرامات على مدى خمس سنوات، مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالورم السرطاني.
وتوضح كاثرين هيوز باري، الكاتبة الرئيسية للدراسة: "تشير نتائجنا إلى أن تجنب زيادة الوزن في مرحلة البلوغ قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بنمو ورم سرطاني في القولون والمستقيم".
وتضيف: "بناءً على النتائج التي توصلنا إليها، لا يوصى بفقدان الوزن لجميع البالغين طبعاً، بل للبالغين الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة".
أخيراً، تشير هذه النتائج إلى أهمية الحفاظ على وزن صحي طوال فترة البلوغ لمنع ظهور أورام القولون والمستقيم.
عوامل الخطر
- قلة تناول الخضروات
قد تقترن الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بانخفاض كمية الخضروات في النظام الغذائي وارتفاع كمية اللحوم الحمراء، وخصوصاً عند طهي اللحم لدرجة التفحم أو بشكل زائد على الحد.
- قلة النشاط والحركة
إذا كان يغلب عليك الخمول وقلة النشاط، فمن المرجح أن تُصاب بسرطان القولون والمستقيم. ويمكن أن تساعدك ممارسة الأنشطة البدنية بشكل مُنتظِم على تقليل خطر الإصابة بالسرطان.
- الإصابة بالسكري
المصابون بالسكري من النوع الثاني غير الخاضع للسيطرة التامة، قد يكونون عرضة لخطر متزايد بالإصابة بسرطان القولون.
- السُمنة
الأشخاص الذين يعانون من السُمنة يكونون أكثر عرضة لخطر متزايد بالإصابة بسرطان القولون مقارنة بالأشخاص ذوي الوزن الصحي.
- التدخين
المدخنون أكثر عرضة لخطر متزايد بالإصابة بسرطان القولون.
الوقاية
لتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، اتبع ما يلي:
1- مارس الرياضة معظم أيام الأسبوع.
2- تناول مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.
3- حافظ على وزن صحي.
4- أقلع عن التدخين.