قد نكون قادرين في يوم من الأيام على العيش إلى 150 سنة بفضل بعض الأدوية الجديدة أو التحسينات التكنولوجية الحيوية، ولكن حتى ذلك الحين، علينا أن نعتمد في الحفاظ على أعمارنا على الطريقة القديمة: البقاء بصحة جيدة وتناول الطعام الجيد، وذلك وفقا لتقرير في موقع "ذا ديلي بيست" (the daily beast) للكاتب نيل في باتيل.
وقال الكاتب إن دراسة جديدة نشرت في مجلة "بلوس ميديسين" (PLOS Medicine) وجدت أن شابا يعيش في الولايات المتحدة يمكن أن يضيف أكثر من 10 سنوات إلى عمره المتوقع ببساطة عن طريق الابتعاد عن النظام الغذائي الغربي المعتاد، وتناول نظام غذائي أقرب إلى نظام غذائي تقليدي متوسطي (أي حمية البحر المتوسط). وهذا يعني تناول اللحوم الحمراء والمصنعة بكمية أقل بكثير، وأكل كميات أكبر من البقوليات مثل العدس والفول والفاصوليا، والحبوب الكاملة والمكسرات.
وقال الباحث النرويجي في مجال التغذية ومؤلف الدراسة الرئيسي، لارس ثور فادنس، لموقع ذا ديلي بيست "الغذاء أساسي للصحة، وتشير التقديرات إلى أن عوامل الخطر الغذائي العالمية تتسبب في 11 مليون حالة وفاة".
المجموعات الغذائية تؤثر على الصحة
وأضاف فادنس أن "فهم الإمكانات الصحية لمختلف المجموعات الغذائية قد يمكّن الناس من تحقيق مكاسب صحية مجدية وكبيرة، وعلى الرغم من أن الدراسات السابقة سعت إلى توصيف كيفية ارتباط النظام الغذائي بالعمر، فإن أيا منها لم يفعل ذلك بالتفاصيل نفسها التي سردتها هذه الدراسة الجديدة"
بالنسبة للدراسة الجديدة، أجرى فادنس وزملاؤه تحليلا واسعا للبيانات المستقاة من دراسة العبء العالمي للأمراض -وهو تحقيق شامل قام عام 2019 بقياس الاتجاهات والروابط ذات الصلة بمئات أسباب الوفيات والأمراض وعوامل الخطر في جميع أنحاء العالم- واستخدموا تلك البيانات لبناء نموذج يحدد الارتباطات الرئيسية بين النظام الغذائي والعمر.
ومن خلال هذا النموذج، وجد الفريق أن أي امرأة أميركية تبلغ من العمر 20 عاما تتحول إلى نظام غذائي أفضل من المرجح أن تشهد زيادة في متوسط عمرها المتوقع لها بنسبة 10.7 سنوات في المتوسط، وبالنسبة للرجال الأميركيين، كان المتوسط 13 عاما. وحتى كبار السن سيكتسبون زيادة في متوسط العمر المتوقع عن طريق اتباع التغييرات الغذائية نفسها، رغم أن هذه التغييرات ستكون أكثر تواضعا (نحو 8 سنوات للنساء البالغات من العمر 60 عاما، و8.8 سنوات للرجال الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما).
نسبة عالية من الألياف والبروتينات والكربوهيدرات
ووفقا للباحثين، فإن تحقيق هذه المكاسب قد تم من خلال التركيز على البقوليات، التي تتميز باحتوائها على نسبة عالية من الألياف والبروتينات والكربوهيدرات والعديد من الفيتامينات والمعادن. وبحسب فادنس، فإن "البقوليات هي عمليا خالية من الدهون المشبعة والكوليسترول".
وكذلك فإن الحبوب الكاملة تشترك في العديد من هذه الخصائص. والمكسرات كذلك مفيدة وغنية بمضادات الأكسدة.
ووفقا لفادنس، فإن هذه الأطعمة الثلاثة هي مواد أساسية في الوجبات الغذائية في ما يسمى "المناطق الزرقاء" في جميع أنحاء العالم التي فيها معدلات عالية لطول العمر بشكل غير عادي، مثل أوكيناوا في اليابان، وسردينيا في إيطاليا.
في المقابل، فإن الوجبات الغذائية الغربية كثيفة الطاقة، وتحتوي على دهون مشبعة أكثر، ويمكن أن تنتج العديد من المركبات غير الصحية في أثناء تحضيرها مثل القلي والشواء، ولا شيء منها مساعد لحياة طويلة.
المشروبات السكرية
والنظام الغذائي الغربي معروف بأنه نظام يركز على اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة، ويركز بشكل كبير على المشروبات السكرية، ويحتوي على كمية قليلة من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والأسماك.
وأشار الكاتب إلى أهمية اتباع نظام غذائي يركز على البقوليات والحبوب الكاملة والمكسرات، لما لها من فوائد على الصحة.
حمية البحر المتوسط
وحمية البحر المتوسط هي نظام غذائي شائع في دول تقع على حوض البحر الأبيض المتوسط مثل إيطاليا وإسبانيا واليونان، ويعتمد على أغذية صحية، مثل البقول وزيت الزيتون، ويعود بفوائد على الجسم.
والأسس التي تعتمد عليها حمية البحر المتوسط هي:
تناول أغذية نباتية بشكل أساسي، مثل الخضار والفواكه والحبوب الكاملة والبقول والمكسرات.
تناول 5 حصص على الأقل يوميا من الخضار والفواكه. وتساوي الحصة ثمرة متوسطة، أو نصف كوب من الخضار أو الفواكه، أو كوبا مقطعا من الخضراوات الورقية.
تناول الأرز والمعكرونة الكاملة.
تناول البطاطا بقشرتها لزيادة المأخوذ من الألياف الغذائية.
تناول كمية من المكسرات لا تتجاوز ملء اليد في اليوم، لأنها غنية بالسعرات الحرارية، مع أن غالبية دهونها غير مشبعة (صحية). ويجب تجنب المكسرات المضاف لها الحلوى، مثل الشوكولاتة أو المحمصة بالعسل أو المضاف لها الكثير من الملح.
البقول مصدر للبروتين النباتي، ومنها الحمص والفول والفاصوليا والعدس.
استخدام الأعشاب والبهارات، عوضا عن الملح في الطبخ والطعام.
استخدام الزيت الصحي، مثل زيت الزيتون وزيت الكانولا، عوضا عن الزبدة والمرغرين والشحوم الحيوانية.
تقليل المأخوذ من اللحوم الحمراء إلى بضع مرات فقط شهريا.
تناول السمك والدواجن مرتين أسبوعيا على الأقل.
تناول الطعام مع العائلة والأصدقاء، عوضا عن تناوله وحيدا أو في أثناء مشاهدة التلفزيون أو الموبايل أو في العمل.
ممارسة الرياضة والتمتع بالنشاط الحركي.