الدهون لا يجب أن تكون عدوّ الإنسان، إنما العكس تماماً! وتعليقاً على ذلك، قالت اختصاصية التغذية، أماندا هولتزر، من مدينة نيويورك، إنّ «الدهون تُعتبر من العناصر الغذائية الأساسية التي تملك وظائف عديدة في الجسم. يعني ذلك، إذا حرمتم أنفسكم منها، يمكنكم عرقلة أجهزة أجسامكم وإلحاق الضرر بصحّتكم».
وسلّطت الضوء على أبرز ما يحدث في حال إهمال الدهون وعدم الحصول على كميات كافية منها:
- جوعٌ متواصل
تلعب الدهون دوراً ملحوظاً في درجة الشعور بالشبع والرضا. يرجع السبب إلى أنّ المعدة تستغرق وقتاً أطول لهضمها، وهذا الأمر يضمن الشبع لوقتٍ أطول. لذلك، إذا كنتم تتجاهلون الدهون، فمن المحتمل أن تشعروا بالجوع بعد تناول الوجبة بوقتٍ قصير.
- تعب دائم
عند الشعور بإرهاق دائم، قد يكون نقص الدهون في الغذاء هو السبب، لأنّ الدهون تزوّد الجسم بالطاقة على شكل سعرات حرارية. يحتوي 1 غ من الدهون على 9 كالوريهات، أي أكثر من ضعف الرقم للكمية ذاتها من الكربوهيدرات أو البروتينات، والذي يبلغ 4 كالوري لكلٍّ منهما. فإذا حذفتم الدهون من غذائكم، تستغنون بذلك عن عددٍ ملحوظ من الكالوري، الأمر الذي يولّد لديكم مشاعر التعب.
- آلام المفاصل
يُعتبر الالتهاب في الجسم أحد الأسباب الرئيسة لآلام المفاصل. ثبُت أنّ الدهون الصحّية، وتحديداً تلك الأحادية والمتعدّدة غير المشبّعة وأحماض أوميغا 3 الدهنية، تساعد في خفض الالتهاب وتساهم في تحسين صحّة المفاصل. وبالتالي، عند الامتناع عن استهلاك الدهون، تنحرم المفاصل من هذه الآثار المُليّنة والمضادة للالتهاب.
- التعرّض المتكرّر للأمراض
إنّ عدم تناول الدهون يُعرّض الشخص للأمراض نتيجة حدوث نقص في مغذيات أساسية كثيرة. في الواقع، هناك مجموعة فيتامينات، مثل A وD وE، تكون قابلة للذوبان في الدهون، أي لا يمكن للجسم امتصاصها إلّا بواسطة الدهون المستهلكة. ومن دون استمداد الفيتامينات والمعادن الأساسية، التي تساعد الجسم في محاربة المشكلات الصحّية، يزداد احتمال التعرّض للأمراض.
- ضباب الدماغ
هل تعلمون أنّ دماغ الإنسان مكوّن من نحو 60 في المئة من الدهون؟ من المنطقي إذاً أنّه يحتاج إلى الدهون لإتمام وظائفه بأقصى فعالية. إنّ الغذاء الغنيّ بالدهون الأحادية غير المشبّعة، مثل زيت الزيتون والمكسّرات والأفوكا، يستطيع زيادة إنتاج الناقل العصبي «Acetylcholine» الأساسي للتعلّم والاحتفاظ بالذاكرة. كذلك وجدت الأبحاث أنّ زيادة استهلاك «DHA»، وهو نوع من الأوميغا 3، مرتبطة بانخفاض معدلات الإصابة بالأمراض العقلية مثل الكآبة واضطراب نقص الانتباه.
- جفاف الجلد
إنّ بعض الدهون يلعب دوراً أساسياً في وظيفة البشرة ومظهرها. على سبيل المثال، إنّ أحماض أوميغا 3 و6 هي سلائف لجُزيئات «Eicosanoids» التي تؤثر بشكلٍ ملحوظ في التهاب الجلد. أمّا الدهون المتعددة غير المشبّعة، كالموجودة في السلمون والجوز وبذور الكتان، فتساهم في الحفاظ على أغشية الخلايا لحاجز الزيت الطبيعي للبشرة. للحصول على بشرة ناعمة ومُشرقة، لا تتردّدوا في تناول الدهون الصحّية.
- تساقط الشعر
إذا كان الشعر جافاً وتالفاً أو يتساقط كثيراً في الآونة الأخيرة، فإنّ قلّة الدهون الغذائية قد تكون السبب. يحتاج الشعر إلى بعض المغذيات للبقاء قوياً، والدهون تحديداً هي أساسية لصحّته. ولكن عند إهمال مصادرها، تتأثر فروة الرأس. يرجع السبب إلى أنّ الدهون الصحّية تساعد في تليين الطبقة الخارجية للبشرة، ما يضمن ترطيب فروة الرأس وتحسين سلامة الشعر.
- عدم انتظام الدورة الشهريّة
يمكن لعدم توازن الهورمونات أن يحدث عند عدم استهلاك ما يكفي من الدهون. وإستناداً إلى «Foundation for Female Health Awareness»، إنّ الدهون هي لبنات بناء الإستروجين والبروجستيرون. ففي حال عدم تناول كميات كافية منها، يمكن أن تسبب عدم انتظام الطمث، أو دورة شهرية شديدة، أو عدم حدوث إباضة.
- كم تبلغ الجرعة اليومية؟
أوضحت هولتزر أنّ «الكمية اليومية للدهون الغذائية يجب أن تتراوح ما بين 20 إلى 35 في المئة من مجموع السعرات الحرارية. فإذا كنتم تستهلكون نحو 2000 كالوري في اليوم، عليكم الحصول على 400 إلى 700 كالوري من الدهون أو 44 إلى 77 غ تقريباً».
وللتأكّد من حصولكم على ما يكفيكم من الدهون الصحّية، إليكم استراتيجيات هولتزر البسيطة:
- تناول السمك مرّة أو مرّتين أسبوعياً.
- تحضير صلصات في المنزل بواسطة زيت الزيتون.
- اختيار المكسّرات والبذور كنوعٍ من الوجبات الخفيفة.
- إضافة البذور مثل الشيا واليقطين إلى طبق الشوفان أو اللبن أو الـ«Smoothie».
- استخدام الأفوكا المهروس للدهن بدلاً من المايونيز.