إسرائيل تحترق

جحيم النار الذي يجتاح اسرائيل منذ ثلاثة أيام، على الرغم من كل الاجراءات لاحتوائه مع حشد جميع الامكانيات الاسرائيلية والدولية، عصف أمس بمدينة حيفا التي شهدت موجة عاتية من الحرائق هددتها بكاملها، ما حمل الشرطة على إخلاء عشرات الآلاف بعد وقوع أضرار مادية جسيمه وإصابة عشرات الاشخاص بالاختناق. وسارعت إسرائيل إلى اتهام الفلسطينيين بأنهم وراء إضرام الحرائق، وحذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، من ان اي حريق متعمد سيتم التعامل معه «كعمل إرهابي». فقد افادت الاذاعة الاسرائيلية انه جراء هذه الحرائق تم اغلاق مطار حيفا، واخلاء جامعتها من الطلاب، كما تم اغلاق عشرات الشوارع بالكامل، ما تسبب بفوضى عارمة عمت ارجاء المدينة، فيما انقطع التيار الكهربائي عن أحياء عدة، مشيرة إلى انه يُشتبه بأن النيران أُضرمت عمداً في اماكن عدة. وقال ناطق باسم الشرطة الاسرائيلية ان النيران اشتعلت في احياء عدة، وتحولت ثمانية من شوارع حيفا الرئيسية ومنازلها الى جحيم، في حين أعلنت حالة الطوارئ في مشافيها وفرق الدفاع المدني والاطفاء والطائرات، واستقدمت عشرات الطواقم من انحاء اسرائيل للمشاركة في اخماد الحرائق المستعرة. ووصف المتحدث باسم طواقم الإطفاء الوضع في مدينة حيفا بـ«الحرج، وان هناك خطرًا حقيقيًا على الأرواح في المدارس والممتلكات«، مناشدًا كل من يستطيع مغادرة المكان أن يغادره فورًا. واعلن الناطق باسم الدفاع المدني ان طائرات عدة وصلت من اليونان وايطاليا وروسيا وتركيا وكرواتيا للمساعدة في اخماد الحرائق، تلبية لطلب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من زعماء هذه الدول المساعدة في مواجهة الكارثة التي تجتاح اسرائيل. وبحسب الاذاعة الاسرائيلية، فقد اخفقت جميع الاجراءات في محاصرة النيران والحرائق المشتعلة في وسط وشمال اسرائيل منذ ثلاثة ايام على الرغم من حشد جميع الامكانيات الاسرائيلية والدولية، اذ ما زالت الرياح الشديدة التي وصلت سرعتها الى أكثر من 60 كيلو متراً في الساعة، تعرقل عمل فرق الاطفاء، وتحمل النيران من منطقة الى اخرى، وتهدد اماكن واسعة وسط إسرائيل وشمالها، بالاحتراق. وقد احصى جهاز الاطفاء اشتعال 220 حريقا، منها 189 حريقا في مناطق مفتوحة، لكنه قال انه ما زال من المبكر احصاء الاضرار المادية الفادحة التي نجمت عن هذه الحرائق، مشيراً الى عدم وقوع قتلى بسبب اخلاء جميع الاحياء والاماكن المهددة، وقد ابلغ عن عدد محدود من الاصابات بحالات اختناق. ووجه وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي غلعاد إردان اصابع الاتهام الى الفلسطينيين بإشعال الحرائق بشكل متعمد. وقال إنه «حريق ارهابي». واضاف «تم القاء القبض على عدد قليل من الاشخاص في هذه المرحلة. وسنصل الى مشعلي الحرائق، وايضا الى مساندي الحرائق على الانترنت». واوضح الوزير إردان «وصلنا عرض للمساعدة من السلطة الفلسطينية، وسوف ندرسه، نحن نحتاح حاليا لطائرات وامامنا بضعة ايام لإطفاء الحرائق». وحذر نتنياهو من ان اي حريق متعمد سيتم التعامل معه «كعمل ارهابي»، وقال للصحافيين في مدينة حيفا امام احد مواقع «ان كل حريق متعمد او اي تحريض على الحرق هو ارهاب وسيتم التعامل معه كعمل ارهابي، ويعاقب الفاعل على ذلك كإرهابي«. وقال رئيس بلدية مدينة حيفا يونا ياهف «ان البلدية اجلت 60 الف مواطن من منازلهم واماكن عملهم في حيفا»، بعدما وصلت حرائق الاحراج المجاورة الى اطراف المدينة. واضاف «جهودنا الان موجهة لإنقاذ حياة الناس وليس للتحقيق، ان سلطات الاطفاء قالت ان 50 في المئة من الحرائق متعمد«. من جهته نفى ايمن عودة النائب العربي في الكنيست الاسرائيلية ورئيس القائمة المشتركة وابن مدينة حيفا ان تكون هناك اي علاقة للسكان العرب بالحرائق. وقال في بيان بعدما تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي اتهامات اسرائيليين للعرب بالوقوف وراء هذه الحرائق «هناك تحريض ضد الجماهير العربية ويجب لجمه فورا».