ساعات حاسمة للمفاوضات النوويّة

تأجلت جلسةُ وزراءِ خارجيةِ إيرانَ والدولِ الغربية التي كانت مقررةً الليلةَ الى غدٍ الاثنين. ودخلت المفاوضاتُ بين الجانبين في مرحلتها الأخيرة، بحسبِ وزيرِ الخارجيةِ الفرنسية لوران فابيوس، بينما قالت وزيرةُ خارجيةِ الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني إن المفاوضاتِ وصلت الى ساعاتِها الحاسمة. واعتبر الدبلوماسيُ الايرانيُ علي رضا مير يوسفي انَ التوصلَ الى اتفاقٍ نوويٍ باتَ في متناولِ اليد ، لكنه لا يزالُ يتطلبُ ارادةً سياسيةً من الطرفِ الاخر. وامل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن يكون اليوم الاثنين الموعد الأخير لتوقيع الاتفاق النووي الإيراني مع السداسية. ونقلت وكالة أسوشييتد برس عن دبلوماسيين لم تحددهم الوكالة أن الاتفاق النووي سيجهز الأحد (امس) وقد يتم توقيعه الاثنين. الى ذلك اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري انه متفائل بقرب التوصل الى اتفاق في نهاية المفاوضات بين مجموعة 5 + 1 وايران بشأن برنامجها النووي. ونقل عن كيري قوله في تصريح للصحافيين بعد لقائه نظيره الايراني محمد جواد ظريف «اعتقد اننا بصدد اتخاذ قرارات حقيقية، لذا سأقول رغم انه ما زال لدينا بعض الاشياء الصعبة لننجزها فانا ما زلت متفائلا». من جهته أعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن اعتقاده بأن المفاوضات حول ملف ايران النووي دخلت مرحلتها الاخيرة . وقال فابيوس في تصريحات للصحفيين في فيينا نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية «آمل بان نكون دخلنا المرحلة الاخيرة من هذه المفاوضات الماراثونية.. واعتقد ذلك». واكد نائب الرئيس الإيراني رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي انه تم التوافق في المفاوضات النووية على خطوات مهمة في مجال الاختبارات الاشعاعية pie، كاشفاً ان ايران تنوي بيع بعض المنتجات الاستراتيجية كاليورانيوم المخصب والماء الثقيل. وأشار صالحي الى ان أحد اهداف المفاوضات في فيينا والتوصل الى اتفاق هو السير قُدماً في المجالات الصناعية والتجارية، مشدداً على قدرة ايران من خلال الفريق التقني على استخدام وقود نووي آمن بكل جوانبه. وذكرت وكالة الانباء الايرانية ارنا امس ان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره الاميركي جون كيري ومفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغرينى أجروا مع مساعديهم محادثات حتى ساعات متأخرة من الليلة الماضية لمناقشة المسائل الخلافية في نص الاتفاق الشامل. كما عمل مساعدا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجى ومجيد تخت روانجي منذ الساعات الاولى من صباح امس مع هيلغا اشميت مساعدة منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي ووندي شرمن مساعدة وزير الخارجية الاميركي ورابرت مالي المساعد الخاص لأوباما على نصوص الاتفاق. وقد انضم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى المفاوضات النووية في فيينا. واكد رئيس مجلس الشورى الإيراني على لاريجاني ان مسار المفاوضات النووية الجارية حاليا في فيينا ماض الى الامام بشكل عام وقد يصل الى نتيجة في ظل الاجواء السائدة. وعبر لاريجاني بحسب ما ذكرت وكالة إرنا عن رؤيته الايجابية تجاه المفاوضات وقال: «إن الجهود التي يبذلها الفريق النووي الإيراني المفاوض تأتى في اطار شفاف وممنهج». وأعرب لاريجاني عن أمله في أن يتحلى الجانب الاخر في المفاوضات النووية بالعقلانية للاستفادة من الزمن بشكل صحيح وأن يدرك ان ممارسة المزيد من الضغوط قد تخلق مشاكل لا تحمد عقباها. بدورها نشرت وزارة الخارجية الألمانية رسالة على موقعها على تويتر اعتبرت فيها أن المفاوضات بلغت مرحلة حساسة. نتنياهو: خطر على العالم وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني يعرض السلام في العالم للخطر. وحسب ما ذكره راديو «صوت إسرائيل»، فقد اعتبر نتنياهو أنه «في الوقت الذي تستمر فيه مسيرة التنازلات من جانب الدول الكبرى لإيران، يطلق المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، تصريحات بضرورة محاربة الولايات المتحدة حتى في حال التوصل إلى اتفاق نووي». من جانبه، قال وزير الشؤون الاستراتيجية، يوفال شتاينتس، إن توقيع الاتفاق النووي مع إيران إما يوم الاثنين أو في غضون بضعة أيام سيكون كإفلاس من ناحية الدول الكبرى واستباحة للأمن العالمي مقابل إنجاز سياسي مشكوك فيه. وأضاف أن إيران ستواصل تطوير أجهزة الطرد المركزي معربا عن اعتقاده بأن نظام المراقبة المنوي اتباعه لبرنامجها النووي سيتغير إلى «المهزلة».