تزدحم المبادرات من عدد من الكتل النيابية في ملف الانتخابات الرئاسية وتتركز في اغلبيتها على مواصفات الرئيس العتيد وبرنامج عمله. مبادرات يتمسك بها واضعوها ويجولون بها على القيادات لشرح مضمونها بأعتبار أنها تشكل خارطة طريق.
قد تتلقى هذه الكتل أصداء جيدة أو مقبولة، فتخرج بعد كل اجتماع تعقده لأطلاع الرأي العام على أفكارها وأبرز ما تحتويه، والواضح أن كل كتلة تطرح ما لديها وكأنها تقول : "هذا إنجاز "، وتدافع عنه لا بل تستبسل بالدفاع في محاولة منها للتأكيد أنها لم تقف مكتوفة الأيدي.
البعض منها يدرك جيدا أن أي مبادرة يصعب التوافق على نقاطها في ظل تباين الآراء النيابية واولويات الأفرقاء واجنداتهم.
و في هذا السياق، ترى اوساط مراقبة أن الكتل النيابية تملك حرية التحرك في موضوع المبادرات تحت عنوان عدم إصابة ملف الاستحقاق الرئاسي بالجمود، وبالتالي ما من موانع في عملية التسويق لها، ففي النهاية، ما من مبادرة منزهة وما من أخرى نهائية أو مفصلية.
وتشير الأوساط نفسها أن البعض يرى أنها مجموعة طروحات في الوقت الضائع قبل نضوج الحل الكامل المتكامل، وهذه المسألة بحد ذاتها تأخذ وقتا قبل بلورتها.وهكذا ليس في الميدان سوى مجموعة مبادرات لا تسمن ولا تغني، وقد تنشغل بها الساحة المحلية لاسيما في المرحلة المقبلة بأعتبار أن الشغور الرئاسي مرشح لأن يطول.
وتقول الاوساط إنه من الصعوبة بمكان جمع الاراء والافكار في مبادرة موحدة يتوافق عليها الجميع، لأن ما هو مقبول عند هذه القوى مرفوض عند القوى الأخرى والعكس صحيح، ومن هنا يمكن القول إنها مبادرات غير قابلة للحياة متى حضرت كلمة السر الرئاسية.
وتلفت إلى أن مبادرتي "نواب التغيير" و"تكتل لبنان القوي" هما من دون شك الحاضرتان للنقاش بغض النظر عن مدى تأييدهما أو لا، وفي اعتقاد كثيرين أنهما غير قادرتين على إنتاج الرئيس المقبل ، وكذلك الأمر بالنسبة إلى مبادرة قوى المعارضة بشأن ترشيح النائب ميشال معوض ، وتبقى المحاولة أفضل من عدمها، مع العلم أن عملية الانتخاب في لبنان لا تحتاج إلى هذا النوع من المبادرات والشواهد على ذلك كثيرة، فمن دون تفاهمات كبرى لا تتم الانتخابات.
وتعرب المثادر عن اعتقادها ان هذه المبادرات ستبقى حبرا على ورق عند الوصول إلى تسوية ما، وهذه التسوية صنيعة محلية قبل أن تكون خارجية، أما معالمها فلم تبدأ بالظهور وقد لا تحضر سريعا إلا إذا قام تطور مفاجىء.
في النتيجة، لن تحسم المبادرات الملف الرئاسي إلا إذا وجدت مبادرة متفاهم عليها يتبناها الأفرقاء، وحتى الآن لا يبدو أن أي واحدة مرشحة لتفوز بالمرتبة الأولى لإيصال الرئيس بمواصفاتها وتوجهاتها إلى قصر بعبدا .