Advertisement

لبنان

"انتبهوا نغيّر رأينا".. هل يمهّد باسيل لإعلان ترشّحه للرئاسة؟!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
19-10-2022 | 06:00
A-
A+
Doc-P-1001836-638017801301480160.jpg
Doc-P-1001836-638017801301480160.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
مرّة أخرى، تعمّد رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل إحاطة مسألة ترشحه للرئاسة بالغموض والضبابية. في خطابه الأخير، بدا كمن يقتني عباراته بعناية. "ما ترشحنا بعد"، قال باسيل، مضفيًا على كلمة "بعد" ربما أهمية تفوق في دلالاتها كلّ ما سبقها، وكأنّه يقول إنّ إعلان ترشّحه يبقى واردًا، ربما باعتباره "مرشحًا طبيعيًا للرئاسة" كما أكّد مرارًا وتكرارًا، وبمناسبة ومن دونها.
Advertisement
 
للوهلة الأولى، ظهر باسيل كمن "يمنّن" الحلفاء قبل الخصوم، بإحجامه عن الترشح "حتى ما نحشر حدا". وضع الخطوة في إطار ما وصفه بـ"التنازل الأكبر"، انسجامًا مع "مصلحة البلد"، رغم أنّ "الظروف جايي لصالحنا"، على حدّ وصفه. لكنّه، رغم ذلك، ومنعًا لأيّ تأويل أو التباس، ترك المجال مفتوحًا، أمام "تغيير رأيه"، وهو ما يعتقد كثيرون أنه سيحصل، عاجلاً أم آجلاً، للكثير من الأسباب والاعتبارات.
 
لعلّ ما أثار "نقزة" الكثيرين يكمن في "التزامن" بين خطاب باسيل هذا، وما قيل إنّها "مبادرة" أطلقها "التيار الوطني الحر"، ويجول بها على مختلف الأفرقاء، موزّعًا عليهم ما سُمّيت بـ"ورقة الأولويات الرئاسية"، ما يطرح سلسلة من علامات الاستفهام، فكيف يدعو باسيل للتوافق والتفاهم، ويلوّح في الوقت نفسه بإعلان ترشحه إلى الرئاسة؟ وهل هو جدّي بهذا "التهديد"، أم أنّ الهدف منه لا يتجاوز "الضغط"؟!
 
الظروف تتغيّر
 
بالنسبة إلى المتابعين، لم يكن ما أدلى به رئيس "التيار الوطني الحر" في خطابه الأخير، وخصوصًا في الشقّ الرئاسي منه، عفويًا أو تلقائيًا، فالرجل اختار كلّ كلمة قالها بعناية، ما يؤكد أنّ تلويحه بـ"تغيير الرأي" لم يكن ناتجًا عن "انفعال" معيّن، أو عن "تأثّر" بموقف محدّد، علمًا أن العارفين يؤكدون أنّ باسيل لا يزال مقتنعًا بنظرية "المرشح الطبيعي"، وهو لم يفقد الأمل بعد بالوصول إلى بعبدا، رغم كلّ "التعقيدات" المحيطة بالاستحقاق.
 
ولعلّ ما يعزّز هذا الرأي يتمثّل في حديث باسيل عن الظروف التي قال إنّها تميل لصالح فريقه السياسي، فيما يتحدّث بعض المتابعين عن "انقلاب" في "مقاربة" الرجل إلى الاستحقاق الرئاسي بعد إنجاز اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، والذي تعمّد باسيل أيضًا الحديث عن "دور" لعبه في إبرامه، وهو يعتقد أنّ هذا الاتفاق أسهم في رفع "رصيده"، بل ينهي في مكان ما "مفعول" العقوبات الأميركية، والتي يعتبرها البعض بمثابة "فيتو" على اسمه.
 
وينسجم ذلك مع ما يردّده الكثير من "العونيّين" في الأيام الأخيرة عن أنّ باسيل قد يصبح "مرشحًا رسميًا" في مرحلة ما بعد الفراغ الرئاسي، إذا ما أصرّ الفريق الآخر على رفض "اليد الممدودة" له للحوار والتفاهم، علمًا أنّ موقف "القوات اللبنانية" الرافض حتى لاستقبال وفد تكتل "لبنان القوي" خلال جولته على مختلف القوى السياسية، لم يُقرَأ إيجابًا في ميرنا الشالوحي، رغم الرهان على "تقارب" في الموقف بدأت مؤشّراته بالظهور على أكثر من خط.
 
حظوظ "منعدمة"؟
 
بعيدًا عن موقف "التيار"، يعتقد العارفون أنّ حظوظ الوزير باسيل الرئاسية، لا تزال "منعدمة" عمليًا، رغم محاولة "العونيّين" الإيحاء بالعكس، وهو واقع لا يُعتقَد أنّه سيتغيّر، لأنّ "الفيتو" على باسيل داخلي أكثر ممّا هو خارجي، إذ إنّ معظم القوى السياسية لا تبدو "في وارد" دعمه، حتى لو "استنسخ" سيناريو انتخاب عون، عبر تكريس الفراغ حتى التوافق على شخصه، علمًا أنّ حليفه الأول، "حزب الله"، قد لا يكون متحمّسًا له في الظرف الحالي.
 
من هنا، يقول العارفون إنّ كلام باسيل قد يترجَم عمليًا على مستويين، فهو يشكّل في المقام الأول، "رسالة" إلى حلفائه، وتحديدًا "حزب الله"، بضرورة حسم الموقف رئاسيًا، خصوصًا أنّ الكثير من الأوساط السياسية لا تزال تصنّف رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية على أنّه "مرشح حزب الله" غير المُعلن، رغم أنّ باسيل سبق أن أعلن صراحةً أنّه لا يجد أي "مبرّر" لدعم الأخير، بعدما حكي عن فشل "التسوية" بين الجانبين.
 
أما المستوى الثاني، والذي قد يكون الأهمّ، فهو موجَّه إلى الأطراف والقوى الأخرى، الرافضة للحوار والتفاهم معه، من خلال دعوتها إلى مقاربة مختلفة، تحت طائلة العودة عن "انفتاحه"، خصوصًا أنّه يعتقد أنّه "ثبّت" موقعه كممرّ إلزاميّ وناخب أول في الاستحقاق، ما يتطلب البحث عن خيارات "توافقية"، علمًا أنّ بعض المتابعين يتحدّثون عن اسم "وسطي" يعتقد باسيل أنه قادر على "التفاهم" معه، بل التوافق مع المستقلّين عليه.
 
يمنّن باسيل الجميع بأنّه ليس مرشحًا، "بعد"، إلى رئاسة الجمهورية. يكفي هذا التعبير للإيحاء بأنّه مرشح "مع وقف التنفيذ". ثمة من يعتقد أنّ باسيل إذا ما طرح مرشحًا رئاسيًا "توافقيًا"، قد يعيد الكرّة، فيقول "إما تقبلوا به أو أترشح"، وثمّة من يرى أنّ مرشحه الحقيقي لن يكون سوى جبران باسيل في نهاية المطاف. هي مقاربة لا تستقيم، برأي كثيرين، لكنّها تثير المزيد من علامات الاستفهام حول "مصير" استحقاق وقع في "المحظور" باكرًا!
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك