أمضى الرئيس السابق ميشال عون يومه الرئاسي الأخير في منزله الجديد في الرابية، على أن تكون له إستراحة قصيرة لا تتخطّى الأسبوع، قبل أن ينصرف إلى متابعة "نضاله" السياسي، كما قال في كلمته "الوداعية". ويشمل هذا "النضال" بادىء ذي بدء التعاطي في الشأن السياسي إنطلاقًا من أحقية رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل في رئاسة الجمهورية، بإعتباره رئيس أكبر كتلة نيابية ومسيحية على إفتراض أن نواب "الطاشناق" سيبقون ضمن كتلة "لبنان القوي".
وفي المعلومات التقديرية أن عون سيخصّص كل أوقاته لتدعيم ترشيح باسيل رئاسيًا أولًا، وثانيًا لتدعيم موقعه كرئيس لـ"التيار"، الذي بدأ يفقد الكثير من وهجه، على رغم الحشود التي تظاهرت أمام القصر الجمهوري في "رحلة الوداع"، وهي حالة لا يمكن التأسيس عليها، لأنها مرتبطة عاطفيًا بنهاية ولاية عون الرئاسية.
وفي المعلومات أيضًا أن عون سيكون الأب الروحي لـ"التيار"، أو عميده مدى الحياة. وسيكون من بين أهداف هذه "العمادة" تثبيت رئاسة باسيل و"تطهير" "التيار" من "البارازيت" لكي يضمن "الرئاسة البديلة" لصهره.
إلاّ أن هذا الأمر، في رأي بعض "العونيين"، الذين لا يتفقون كثيرًا مع باسيل، ولا يؤيدون كل ما يتخذه من خطوات سياسية عامة، وما يتخذه من إجراءات داخل "التيار"، أن إنحياز عون لباسيل بهذا الشكل المبَالغ به سيزيد من حال التشرذم داخل "التيار"، مع العلم أن كريمة عون البكر ميراي عون الهاشم كانت تطمح لتولي رئاسة "التيار"، لكن وقوف "الجنرال" إلى صفّ جبران أدّى إلى تفاقم الخلاف العائلي، تمامًا كما حصل يوم إنحازعون إلى جانب صهره في مواجهة إبن شقيقته النائب الآن عون في أول "معركة رئاسية عونية".