أعلن "حزب الله" بشكل شبه مباشر عن اسم مرشحه الرئاسي، وابلغ حليفه المسيحي الاساسي، التيار الوطني الحر بأن المرشح الحالي للحزب هو رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، حتى ان المواصفات التي وضعت علناً من قبل الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله لا تنطبق بشكل كامل الا على رئيس تيار المردة.
الى جانب فرنجية يوجد ترشيح جدي وحيد هو لقائد الجيش العماد جوزيف عون الذي لم يبادر بشكل مباشر او غير مباشر الى طرح نفسه للرئاسة، لكن الجو العام تكفل بوضع اسمه كمرشح حقيقي مُنافس للوصول الى القصر الجمهوري في بعبدا، لكن ترشيح عون امامه عائق اساسي هو "حزب الله".
رأي بعض المتابعين ان كلام نصرالله الاخير أوحى بأن الحزب يضع فيتو على عون رئاسياً، خصوصا انه ذكر القيادة الوسطى الاميركية والتواصل معها، لكن عملياً لا يضع الحزب عون في السلة ذاتها مع النائب ميشال معوض مثلاً، او مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.
من هنا يطرح السؤال عن امكانية تنازل الحزب عن مرشحه الاساسي، اي فرنجية، لصالح تسوية توصل عون الى بعبدا؟ ولعل الاجابة على هذا السؤال تحدد مسار المرحلة المقبلة، لكن الحزب ليس في وارد تقديم تنازلات سريعة، رئاسية او سياسية، لذلك فإن اصل وجود امكانية للتسوية يرتبط بالمديين المتوسط والبعيد.
يملك حزب الله ترف الوقت، بعكس القوى الاقليمية او حتى الدول الغربية المستعجلة لاتمام تسوية تحافظ على نوع من الاستقرار في لبنان وتمنع حصول مفاجآت، كما ان الضغوط الفعلية تصيب القوى المسيحية وليس الحزب، لان الفراغ في الموقع المسيحي الاول والوقت يستنزف الواقع السياسي المسيحي.
في المقابل، لا يبدو التنازل عن دعم فرنجية امرا سهلا بالنسبة للحزب، لانه يدرك جيداً ان ايصال حلفائه الى السلطة في لبنان يكاد ينحصر في رئاسة الجمهورية في ظل تحالفه مع قوى مسيحية بارزة، وعليه فهو يضمن ان رئاسة الحكومة ستكون خارج دائرة نفوذ الحزب مهما تبدلت التوازنات في البلد.
وعليه فإن التنازل عن فرنجية او اي شخصية حليفة لن يقابله حصول الحزب على اي مكتسب سياسي في اي مؤسسة دستورية اخرى، أضف الى كل ذلك ان التوافق على اسم قائد الجيش امامه عائق اساسي، بعيدا عن موقف الحزب، هو العائق نفسه الذي يحول دون وصول فرنجية الى بعبدا، اي موقف التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل، لذلك ادا كانت التسوية ممكنة، فهي لا تزال بعيدة جداً خصوصا في مفهوم الحزب.