لا يزال "حزب الله" ينتظر التطورات السياسية الداخلية والاقليمية لكي يعلن اسم مرشحه بشكل صريح مع العلم ان جميع المعنيين يعرفون ان الحزب لديه مرشح وحيد هو رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ولا يبدو انه يرغب بالمساومة على ايصاله الى قصر بعبدا ليكون الرئيس الحليف الثاني للحزب الذي يصل الى الرئاسة..
لكن الحزب، واضافة الى ثابتة ايصال فرنجية الى رئاسة الجمهورية، لديه الى الآن ثابتة اخرى، هي الاتفاق مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وعدم تجاوزه بالاستحقاق الرئاسي، اي عدم عقد اي تسوية توصل اي شخصية، ولو كان سليمان فرنجية، من دون الوقوف على خاطر الحليف المسيحي الاقوى.
ولعل اللقاء الذي جمع باسيل بالامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قبل اسابيع كان بهدف اقناعه بأهمية وصول فرنجية او الاصح بأهمية ان يكون هو الداعم الاساسي لرئيس المردة في معركته الرئاسية . وبالرغم من ان باسيل لم يقتنع من نصرالله، الا ان المحاولات معه لا تزال تحصل بشكل كثيف لكي ينضم الى تحالف ٨ اذار في المعركة الرئاسية.
من وجهة نظر "حزب الله" فإن دعم باسيل لفرنجية يجنب الاخير الذهاب الى عهد مليء بالمعارضين، ويجعله لا يكرر تجربة الرئيس ميشال عون في بعبدا بعد ان رفض التفاهم مع الرئيس نبيه بري، كما ان باسيل سيؤمن لفرنجية الغطاء المسيحي الذي لن يتمكن من دونه ان يحكم حتى لو فاز بالانتخابات الرئاسية.
كل هذه الاسباب تدفع الحزب الى عدم تخطي باسيل، لكن رئيس التيار يحاول دائما حرق كل المراكب التي قد تربطه برئيس تيار المردة او تجعله قادراً على دعمه في هذه اللحظة او تلك، وبإعتقاد باسيل ان الفيتو الذي يضعه على فرنجية سيضع الحزب امام خيار وحيد هو السعي للتوافق على اسم مشترك بينه وبين الحليف الزغرتاوي.
وبحسب مصادر مطلعة فإن هذا الاعتقاد الباسيلي غير واقعي، لان كل محاولات الحزب مع باسيل اليوم قد تتوقف في لحظة ما، خصوصا اذا تمكن فرنجية من الوصول إلى الاكثرية النيابية التي تمكنه من الفوز بالكباش الرئاسي، وهذا يعني ان الحزب قد يتخطى باسيل،في حال اصر الرجل على عرقلة وصول فرنجية،لان هذه العرقلة لا تصيب فرنجية فقط انما تؤذي الحزب سياسياً ايضاً.
كما ان الوصول الى توافق اقليمي او دولي على اسم فرنجية سيجعل الحزب يتحرر من إلتزامه الاخلاقي مع باسيل، خصوصا وان هذا التمايز حصل سابقاً بين الحزب وحركة امل عام ٢٠١٦ يوم انتخاب الرئيس ميشال عون ولم يؤد الامر الى طلاق بين الطرفين، لذلك قد يحصل افتراق سياسي بين حارة حريك والرابية من دون ان يؤدي الامر الى طلاق سياسي، او هكذا يظن الحزب.