لم تف إشارة البيان الختامي بشأن اجتماع الرئيسين الفرنسي والأميركي بالغرض حول الاستحقاق الرئاسي، بحيث فاقمت الإشارة إلى الحدود البحرية من توجس بعض الأطراف حيال حقيقة الموقف الأميركي من لبنان وقابلية المشاركة بمبادرة دولية متكاملة.
يجزم سياسي لبناني بأن الولايات المتحدة، وإن كانت لا تتابع الشأن اللبناني بتفاصيله، فانها تؤيد وصول رئيس يعمد إلى إدارة الازمة خلال المرحلة المقبلة، وهي ستواجه كل الاقتراحات المطروحة من باب المراوحة وليس الانخراط بنقاش فعلي يؤدي إلى خواتيم سعيدة.
خبرة السياسي المذكور، نابعة من متابعة دقيقة لوصول رؤساء الجمهورية منذ 40 عاما حتى اليوم، ولسان حاله بأن انتخاب مطلق شخصية لا تعني بالضرورة استتباب الوضع في لبنان بقدر قرار تفجير الساحة اللبنانية ، كما حصل عند انتخاب بشير الجميل العام 1982 ، أو كما حصل عند عقد إتفاق الطائف وانتخاب رينيه معوض.
انطلاقا من ذلك ، لا مصلحة لواشنطن بالمساهمة في انتخاب رئيس للجمهورية في اللحظة الراهنة وكأنه تتويج لحل مرحلي للازمة المستفحلة، الا بمقدار السعي لفصل قرار الدولة عن نفوذ حزب الله ،وهو هدف لا يمكن تحقيقه في الوقت الراهن.
فالادارة الاميركية التي تحرص على مصالحها في منطقة ملتهبة ، تريد عقد تسوية جزئية في لبنان، خصوصا في ظل الجموح التركي للقضاء على الأحلام الكردية من جهة وكيفية تطويق نفوذ إيران،كما القضاء على انفلاش فصائل الحرس الثوري في ارجاء الشرق الأوسط و الخليج.
لذلك تبدو المقايضة المفترضة في لبنان قاصرة عن تلبية رؤية واشنطن، التي لا تعير الملف اللبنانية الأهمية الا عبر ارتباطه بالتنقيب عن الغاز والنفط في شرق المتوسط، وهذا ما يتنقاض مع الطرح المحلي والقائم على مقاربة الوضع اللبناني انطلاقا من إعتبارات داخلية فقط.
لذلك ، يقول مطلعون بأن واشنطن غير مستعدة للقبول بمرشحين من الصف الاول بالمفهوم اللبناني، لذلك تبدي عدم مبالاة بكل الحراك الفرنسي والنقاش مع الأطراف المؤثرة والوصول إلى قواسم مشتركة تساهم في انتخاب رئيس جمهورية ، وبمعنى أدق اذا كان لا بد من انتخاب رئيس فهو لتقطيع الوقت ليس إلا بإنتظار رؤية شاملة لكامل المنطقة التي تشهد اضطرابات غير مسبوقة.